سلسلة مرآة الحقيقة
The Mirror of Truth
الحقيقة العاشرة
ثقافة الإستعباد
" العنف ضد المرأة "
هل حقا ما يشاع ويكتب عنه في وسائل الإعلام المختلفة من أن المرأة في العالم عامة ، وفي العالم العربي خاصة ، مضطهدة ، مستعبدة ، ذليلة ؟؟؟ هل تعتبر مقولة الرجل الشرقي عيبا في نظر المثقفين ؟؟؟ إن الرجل الشرقي يقصد بها اليوم ، الرجل المتسلط على من دونه من النساء ، وخاصة أسرته وزوجته ، يسيرها رغم أنف الجميع كما يرى هو ، ولمصلحته ، وليس لمصلحة الكل ، وتبريره في ذلك الدين ، وأي دين هذا الذي يأمر الرجل بتسيير القافلة حسبما يريد ؟؟؟ وما هذا الدين الذي يبيح للرجل أن يستعبد امرأته ويذلها تحت شعار الدين ؟؟؟ وشعار القوامة ؟؟؟ إن الدين الإسلامي الحنيف – وأقصد به الدين الذي جاء به محمد رسول الله ، وليس الدين الذي يعتنقه المسلمون اليوم – يأبى ويرفض كل هذه المظاهر والأشكال المتبعة بين الرجل وزوجته اليوم ، أو بين الرجل وأسرته ، أو بين الذكر والأنثى ، إن هذا الدين الحنيف قد جاء بأسمى القوانين وضرب أروع الأمثلة في فن التعامل بين المرأة والرجل ، فهل نريد حقا أن نصل إلى الطريقة المثلى والأرقى للتعامل مع الطرف الآخر ؟؟؟ أم نريد التعصب لما نعتقد ، بدون أن نصل إلى حقيقة الأمر ، ومرآته ؟؟؟؟
طوال عمر البشرية كانت تعتبر المرأة كائنا قذرا ، مسخا شيطانيا على هيئة البشر ، خلق لخدمة الرجل ، والعيش تحت قدمه ، تلبي حاجاته ، وترضي أهوائه ، فهي كقزم – وليس مارد – المصباح عندما يريد الرجل شيئا يركل – ولا يمسح – مصباحه فتخرج المرأة منه ذليلة ساجدة له ملبية لرغباته ، فاليهود – ومن قبلهم الرومان والإغريق – ضربوا أسوأ الأمثلة في التعامل مع المرأة ، واعتبروها كائنا نجسا لا يحل لأحد أن يلمسه ، لكنه يجب اعتبارها حوضا تفرغ الشهوات والنزوات فيه ، كما أن النصارى اعتبروها شيطانا ، ونبذوها ، وحبسوها ولم يقربوها ، واتخذوا الرهبنة والانعزال على أمل ألا يتحدوا معها فيصيبهم شيء من شيطنتها ، إلى أن جاء الإسلام وألغى كل هذا ، واعتبرها كائنا مساويا للرجل في المكانة والمقدار ، وجعل للرجل واجباته وحقوقها ، وللمرأة حقوقها واجباتها ، فعلى الرجل أن يتعب ويجتهد كي يوفر مالا يعيش منه هو وأهله ، وجعل المرأة ربة للمنزل تهتم بشؤونه وتربي أولاده ، فهنا معادلة متكافئة لا يشوبها أي خطأ في العقل أو المنطق.
ولست أناقش الإسلام فيما جاء ، فما جاء به الدين لا ينكره أي عقل ، ولا يخطئه أي قانون ، بل أناقش تلك العقليات المتحجرة التي لم تفهم الدين أبدا ، بل سارت على مبدأ ( لا تقربوا الصلاة ) فاعتبروا القوامة وسيلة لإذلال المرأة واستضعافها ، على الرغم من أن القوامة لم تشرع لهذا ، بل شرعت لحماية المرأة وإكمال ما نقص منها ، فالمرأة بطبيعة الحال ينقصها الحزم الشديد ، والقوة الجبارة ، لأن العواطف والإحساس قد غلبوا على طبيعتها – وعكس ذلك الرجل طبعا – فجاءت القوامة لإكمال ذلك النقص في كل شيء ، وتصحيح القرارات التي قد تنتج نتيجة العواطف ، وإشعار المرأة بكمالها وأهميتها ، كما أن القوامة تعني الإشراف الكامل – وليس التحكم – في سير الأمور – مع استشارة المرأة طبعا – حسب مصلحة العائلة ، والقوامة تعني أيضا التحكم في الطلاق ، إذ أن الطلاق جريمة اجتماعية كبيرة في نظر الجميع ، لو كان للمرأة فيها يد ، لفسدت الأمور ، لأن المرأة قد تتأثر وتتحسس عند أول مشكلة فتلجأ للطلاق ، وتخرب البيوت ، أما الرجل فإنه بتحكمه لنفسه قد يعلم – وليس في جميع الحالات – كيف يقوم الأمر ، ويصلحه ويرجعه كما كان ، فالمشكلة هي اختلاف الطبائع النفسية بين اللين للمرأة والشدة للرجل ، لذا شرع الطلاق في حق الرجل ، ورغم ذلك يسيء ويتعدى معظم الرجال في استعمال قانون الطلاق – وهذا الشيء سيحاسبون عليه أمام الله يوم القيامة – ويظلمون المرأة بهذا الحق ، لذا أطالب الرجل بإصلاح عقله قبل أن يلجأ لهذا الأسلوب ، وأطالبه بالرجوع للطريق المستقيم ، ويضع الله نصب عينيه عندما يعامل المرأة ، فلا يظلمها ولا يستعبدها ، ولا يأسرها ، بل عليه أن يشعرها أنها مكملة له ، شريكة له ، وليس سجينة عنده.
ولست أناقش الإسلام فيما جاء ، فما جاء به الدين لا ينكره أي عقل ، ولا يخطئه أي قانون ، بل أناقش تلك العقليات المتحجرة التي لم تفهم الدين أبدا ، بل سارت على مبدأ ( لا تقربوا الصلاة ) فاعتبروا القوامة وسيلة لإذلال المرأة واستضعافها ، على الرغم من أن القوامة لم تشرع لهذا ، بل شرعت لحماية المرأة وإكمال ما نقص منها ، فالمرأة بطبيعة الحال ينقصها الحزم الشديد ، والقوة الجبارة ، لأن العواطف والإحساس قد غلبوا على طبيعتها – وعكس ذلك الرجل طبعا – فجاءت القوامة لإكمال ذلك النقص في كل شيء ، وتصحيح القرارات التي قد تنتج نتيجة العواطف ، وإشعار المرأة بكمالها وأهميتها ، كما أن القوامة تعني الإشراف الكامل – وليس التحكم – في سير الأمور – مع استشارة المرأة طبعا – حسب مصلحة العائلة ، والقوامة تعني أيضا التحكم في الطلاق ، إذ أن الطلاق جريمة اجتماعية كبيرة في نظر الجميع ، لو كان للمرأة فيها يد ، لفسدت الأمور ، لأن المرأة قد تتأثر وتتحسس عند أول مشكلة فتلجأ للطلاق ، وتخرب البيوت ، أما الرجل فإنه بتحكمه لنفسه قد يعلم – وليس في جميع الحالات – كيف يقوم الأمر ، ويصلحه ويرجعه كما كان ، فالمشكلة هي اختلاف الطبائع النفسية بين اللين للمرأة والشدة للرجل ، لذا شرع الطلاق في حق الرجل ، ورغم ذلك يسيء ويتعدى معظم الرجال في استعمال قانون الطلاق – وهذا الشيء سيحاسبون عليه أمام الله يوم القيامة – ويظلمون المرأة بهذا الحق ، لذا أطالب الرجل بإصلاح عقله قبل أن يلجأ لهذا الأسلوب ، وأطالبه بالرجوع للطريق المستقيم ، ويضع الله نصب عينيه عندما يعامل المرأة ، فلا يظلمها ولا يستعبدها ، ولا يأسرها ، بل عليه أن يشعرها أنها مكملة له ، شريكة له ، وليس سجينة عنده.
إنني أكتب هذه الكلمات وأنا أسمع وأرى كل يوم عشرات النماذج من سوء المعاملة مع المرأة ، فهنا رجل يشتم امرأته أمام الناس ، وآخر يضربها كما يضرب الجلاد السجين ، وثالث يهجرها فلا يكلمها ، كأنه يعاقبها كما يعاقب الطفل الصغير ، وآخر لا يقيم لها وزنا ولا مقدارا ، ورجل – محسوب على الرجال – يتخذها خادمة له ، وعلبة لتفريغ نزواته ، ومئات النماذج التي يعرفها الكل ولا داعي لذكرها ، والأسوأ والأمرّ من ذلك أن الجميع يعلمون أن هذا خطأ وجريمة في حقها ، ولكنهم لا تراجعون عن ذلك ، فترى كل يوم رجلا يشتم امرأته ويتشاجر معها في كل مكان ، في الشوارع والطرقات ، والمحلات والأسواق ، حتى في العمل تراه يشتمها ويخطئ في حقها ، يلعنها ويسبها كأنها يهودية أجرمت في حقه، أو آخر تراه في المسجد يقرأ القرآن بشفة ، والشفة الأخرى يشتم بها زوجته ، ولا يتوقف الأمر عند الرجل وزوجته ، فالكثير من الملتزمين المتشددين ، يعاملون المرأة كأنها جماد ، فلا يسلمون عليها ، ولا ينظرون إليها ، ويتعاملون معها بجفاف شديد يشوبه طوز وغبار التخلف والفهم الخاطئ للمعتقدات ، ويا ليتهم فقهوا الدين والسيرة النبوية ، فالمرأة في عهد الرسول كانت تعمل ما تريد ، وتفعل ما تشاء ، وكان الرجال والنساء يصلون – والصلاة أعظم العبادات – في مكان واحد ، وكان الرسول يداعب زوجاته ويمازحهن ، وينصحهن ، حتى عندما اتفقوا عليه هجرهن ولم يضربهن ، أو يطلقهن ، وكان الرجال المسلمون يعاملون المرأة كأنها مثلهم تماما ، يسلمون عليها ، ويخرجوها معهم في السفر والغزوات ، تداوي المرضى ، وتعلم الأطفال ، وتبيع وتشتري ، وتشارك في اتخاذ القرارات ، فيا ليت المتعصبين اليوم فهموا تلك الحقائق ، ليعطوا أفضل صورة لدينهم أمام الآخرين ، ولا يسيئوا إليه.
إن المرأة اليوم مضطهدة مستعبدة باسم الدين ، تجبر على تطبيق تعاليمه ، والعيش تحت رحمته ، فإذا تحجبت على سبيل المثال عاشت ذليلة خائفة من غضب أهلها وزوجها ، وإذا نظرت يمينا أو يسارا فوجئت بكف يلف وجهها ، وعقابا لا ينتهي ، كما أنها مستضعفة اليوم وبسبب دينها ، تحارب في الداخل والخارج ، تحارب في عقر الإسلام وفي دار الكفر ، تستضعف وتضطهد باسم شعارات زائفة ، وتعامل كالحيوان الأعجم ، ولا احد يتقي الله فيها ، فلا حول ولا قوة إلا بالله ، وحسبنا الله ونعم الوكيل في تلك المعاملة ، ونلجأ إلى الله في فك هذا البلاء ، بلاء التسلط والتجبر على مشاعر المرأة ، وضعفها – وهي عند الله قوية – واستحلال ظلمها ، فيا أيها الناس ، هل فيكم من عاقل فيصحح للآخرين خطأهم ؟؟؟ هل فيكم حكيم فيداوي تلك الأمراض المنتشرة بينهم ؟؟؟ هل منكم من يعلمهم الحق ، ويرشدهم لطريق الصواب ؟؟؟
إنني اطلب من معشر النساء أن يثوروا في وجه ظلم الرجل ، ويقوموا بانتفاضة عارمة ، تزلزل كيانه ، وتحطم جبروته ، وليقفوا بقوة في وجه من يريد ظلمهم ، ولينجزوا وليحققوا وليتفوقوا على الرجل ، لكن بشرط ألا يلجؤوا لطريق التحلل والانفلات ، فهذا طريق نهايته وخيمة ، وأيضا إحدى سبل الاستعباد ، والحرية لا تتحقق بهذا ، بل تتحقق بتطبيق الواجبات ، ومعرفة الحقوق ، فهذا أفضل طريق لإرجاع عزة وكرامة المرأة المهدورة والضائعة ، لعلنا ننتهي من إحدى مشاكلنا التي لا تنتهي ، ونعود لمجدنا التائه عنا ، والتائهون عنه ، ويحترمنا على الأقل ، باقي شعوب العالم .
هناك تعليق واحد:
(إن أبغض الحلال عند الله الطلاق)
شكراً لك صلاح...
أنا بطلت إتزوج, لأني أنا يلي خايف منهم!! :)
واصل...ويعطيك العافية
إرسال تعليق