تم الإنتقال إلى الموقع الجديد

أعزائي القراء ، تم الإنتقال إلى الموقع الجديد بعنوان

www.truth-mirror.webs.com

تابعونا هناك أيضا ولكم جزيل الشكر

© CopyRight

حقوق النسخ والنشر محفوظة بموجب القوانين البروتوكولية لمالك هذه المدونة ، بينما يسمح بنسخ محتويات المدونة بشرط ذكر رابط المصدر أسفله ( www.truth-mirror.blogspot.com )









الخميس، أبريل 29، 2010

مذكرات نطوفة

سلسلة مرآة الحقيقة
The Mirror of Truth
الحقيقة السابعة عشر


مذكرات نطوفة
(( فكرة القصة منقولة من أحد المواقع الإلكترونية أما الحبكة والتعابير فهي من تأليفي ))



فتحت عيني فجأة ، ظلام دامس يحيط بي ، وقبل أن أستوعب ما يحدث لي ، شعرت أنني في عالم غريب ، لا يشبه ذلك العالم الذي كنت فيه ، لقد كنت قبل أن آتي إلى هنا أنظر فأرى غيوما وسحب وكرات ضخمة تتحرك ، وكرات أخرى مضيئة إحداها حمراء والأخرى بيضاء أو صفراء ، كنت لا أستطيع سؤال من حولي عن تلك الأشكال الغريبة أو ذلك العالم الواسع ، فقد كان محرم علينا التحدث أو حتى التنفس في مثل تلك المواضيع ، وفجأة أغمي علي ولا أدري كم لبثت ، لكنني الآن قد فتحت عيني لأرى نفسي محشورا في كيس من المياه الدافئة ، وأصوات غريبة تصدر من حولي ، أشبه بتلك التي تكون في أنابيب المياه ، تحركت قليلا لأرى أين أنا ، لقد تغير شكلي ، أصبحت روحي محبوسة داخل جسم غريب ، كجسم رجال الفضاء الذين كنت أشاهدهم بين الفترة والأخرى ، لقد كانوا فعلا مضحكين ، كنا نقضي ساعات نضحك عليهم ، ولكنني لم أكن لأتخيل أن الله سيعاقبني يوما فيجعلني معهم ، بدأت باستكشاف نفسي ، فرأيت أصابعي وساقي ثم فخذي ، ثم ( .... مشفر .... ) فبطني وصدري ثم رقبتي ، تحسست ما تبقى من جسمي ، فاكتشفت أنه على شكل كرة ، لم أستطع أن أرى ما فيها ، فقد كانت عيني محشورتان في تلك الكرة التي أحملها على رقبتي ، وأخيرا اكتشفت من أنا ، إنني من عالم البشر ، ذلك العالم المليء بالمشاكل ، صعقت وبدأت عيني تذرفان ، فقد كان ذلك العالم مغضوب عليه من الله سبحانه ، لكثر ما كان يفعل من المعاصي والذنوب ، لقد كانت فعلا مصيبة عظيمة ، بل كارثة ضخمة ، إنني سأبذل جهدي لأتخلص منها ، بدأت بالرفس محاولا التحرر ، وإذ بأصوات تصدر من جانبي ، التفت فرأيت أشخاصا في الخارج يتحدثون في فرح ، وأحدهم يقول لي : مبروك حبيبتي ، أنت حامل ، صعقت مرة أخرى ، أأنا حامل ؟؟؟ أأنا أنثى حتى أكون حاملا ؟؟؟ إن أصدقائي هناك يقولون أنني ذكر ، فعلا أثبت لي هذا العالم أنه غريب ( وماشي بالمقلوب ) ، حاولت أن أرد بكلمة فلم أجد شيئا لأقوله ، لكنه صدرت أصوات من ذلك المكان الذي أنا فيه ، من فوقي مباشرة وهو يقول : الله يبارك فيك حبيبي ، وللمرة الثالثة صعقت ، أنا في بطن أمي ، وذلك الشخص الذي باركني هو أبي ، يا الله ، لقد صدقت نبوءة صديقتي هناك ، أنني يوما ما سأنزل لذلك العالم السفلي ، وأصبح من المغضوب عليهم ، لكنني سلمت أمري إلى الله ، وأغمضت عيني محاولا النوم.




بعد مدة ليست بالقصيرة ، فتحت عيني لأرى نفسي قد كبرت قليلا ، وبدأت أصابعي بالنمو ، وظهر شعر على رأسي ، شعرت بشي يدغدغني ، نظرت وإذ بالطبيبة قد وضعت الجهاز اللعين الذي يسمونه ( السونار ) لتستكشفني ، بدأت أرقص وأحرك أرجلي ، محاولا التظاهر بالدلع ، نظر أبي وأمي إلى الشاشة التي أظهر عليها ، ابتسما وضحكا ، فقد كنت سليم الخلقة ، لا عيب فيّ ، لقد كانت سلسلة المفاجآت التي عشتها كالكابوس الذي أتنظر أن أصحو منه ، لكن الحقيقة أنني في عالم البشر الآن ، سأخرج من بطن أمي ، وأدخل المدرسة وأتعب وأشقى طوال حياتي ، وأخيرا سأموت وأدفن في حفرة ، يا إلهي ما هذه الحياة المملة التعيسة ؟؟؟ لن أرى صديقتي المحبوبة بعد الآن ، ولن أسمع تنبؤات العرافة العجوز ، ولن أشاهد ذلك العالم الفسيح ، ولن أتنعم بالحرية التي كنت أعيشها ، أغمضت عيني مرة أخرى لأرى متى سينتهي ذلك الكابوس اللعين.




فجأة تزلزل المكان الذي أعيش فيه ، وبدأ يضغط علي حتى كدت أختنق ، لقد كنت في الشهر السابع وليس اليوم موعد خروجي من ذلك السجن ، نظرت خارجا فرأيت أمي وقد انزلقت على الأرض أثناء خروجها من المطبخ ، هرع أبي ومسكها قائلا : خيرا حبيبتي ، إن شاء الله خير ؟؟؟ قالت والخجل يكسو خديها : لا بأس حبيبي ، كله خير ، نظر إلى بطنها فشاهدني وابتسم ، ثم قرب وجهه فقبل بطنها ، أحسست بشعور غريب ، فهو لم يشاهدني مطلقا ، ويقبلني كل يوم ، بعدها جلسا على الكنبة وبدأ مسلسل الغزل -------------------------------------------------- تم تشفيره -------------------------------------------------- قلت أفضل شيء أرجع أنام ، لأن التنصت على كلام الآخرين عيب ، هكذا علمتني صديقتي الحسناء ، أغمضت عيني متمنيا أن ينتهي ذلك الحلم.




بعد مدة قضيتها نائما ، أحسست بالمكان يضيق ، أحسست برئتي تنضغطان حتى كادت حويصلاتي الهوائية أن تنفجر ، وقلبي كاد يتوقف عن الدق ، بدأت بالرفس والصراخ ، ليرحمني الله ، ولينقذني أحد ، صرخت : أمي أخرجيني من بطنك ، كدت تقتلينني ، بدأت بالضرب على جوانب البطن ، وسحبت ذلك الحبل الذي يلفني ( المفروض يسموه الحبل الخانق بدل الحبل السري ) وشددته ، أحست أمي بحركاتي فصرخت ، وكان الوقت فجرا ، ضربت رجلي على طرف الكيس ، فثقب الكيس وبدأت المياه بالتدفق مانحة لي بعض الراحة ، أسرع أبي حاملا أمي إلى المستشفى ، وأنا ما زلت أولول وأصرخ وأصيح ، قالت الطبيبة لأمي أن تضغط وتزفر ( تخرج الزفير ) فأخطئت أمي وشهقت ، فسُحب جسدي إلى أعلى الكيس ، وسمعت قلب أمي يدق وقد تجاوزت سرعة دقاته سرعة سيارة ( لامبورغيني ) ، حاولت الخروج ، فلم أستطع ، بدأت بلكم أمي في رئتها وقلبها وبطنها ، ويبدو أن أمي قد ملت مني وتضايقت ، فزفرت زفرة أخرجتني بسرعة طائرة هيلكوبتر ، فطرت حتى كدت أسقط من نافذة الغرفة ، لكن الممرضة قاسية القلب التقطتني من قدمي ، فتألمت وبدأت بالبكاء ، كان هذا البكاء هو الذي أراح جسمي ونفسي وروحي ، نظرت عاليا فرأيت صديقتي تنظر إلي من السماء وهي تضحك وتضحك ، كانت دموع ضحكها تسقط علي ، كدت أموت من الغيظ ، ضربت يد الممرضة فلم تحس بشي ، عضضتها من ذراعها عضة كسرت فكي وحنكي ، ويظهر أنها تألمت فتركتني أسقط في حضن أمي ، نظرت أمي إلي وقبلتني من جبيني ، فاحمر خدي ووضعت رأسي في صدرها ، وبعد قليل جاء والدي ففرح لرؤيتي ، وسمعته يقول لوالدتي ، يا إلهي إنه يشبه الملاك ، ضحكت بخفوت ، فقد عرف أبي أخيرا من أنا ، أنا ملاك نزل من السماء وسجن في بطن تلك الآدمية ، والآن الجميع يعترف بملائكيتي من شدة الجمال والنور الذي أتنعم به ، وبدأ مسلسل الحياة لدي ، وبدأت من اليوم أدون كل ما يحدث معي ، وها أنذا معكم انقل لكم ما حدث معي منذ فارقت عالم الروح.




ففي مثل هذا اليوم ، أبصر جسدي نور الحياة ، وفرح الجميع بولادتي ، فكل عام وأنا بخير ، وجميع من شهد ولادتي بخير.




مذكرات محشش وهو في بطن أمه :)

الاثنين، أبريل 26، 2010

مملكة سدوم

سلسلة مرآة الحقيقة
The Mirror of Truth
الحقيقة السادسة عشر



مملكة سدوم


(: (: لم أستطع العثور على صور مناسبة لأضعها في تلك المقالة ، لأن جميع الصور المتعلقة بالموضوع تخدش الحياء :) :)


 
لا احد في هذه الدنيا يستطيع إقناعي انه لم يلوث عينيه بتلك المناظر التي تعرضها قنوات الأفلام الأجنبية ، أو لم يتابع فيلما موبوءا مليئا باللقطات الفاحشة والمناظر المثيرة الساخنة ، أو أنه لا يحفظ أسماء أولئك الساقطين أخلاقيا الذين لا يسترهم شيء ، والذين تمتلئ بهم الصحف والمجلات ، ويتخذهم الشباب والفتيات قدوة لهم ، أو لا يحتفظ بصور لهم في محفظته أو خزانته ، إن لم يكن في قلبه وذاكرته ، إن كلا منا على الأقل قد فعل إحدى الاحتمالات السابقة ، ولا عجب في ذلك ، فما يخطط له الغرب أقوى مما نتخيله ، يخطط لانهيارنا أخلاقيا ، يخطط لإيقاعنا في وحل الرذيلة ، يخطط ليل نهار لتكبيلنا بحبال الشهوة والرغبات الكامنة ، ومن أين تنبع تلك الموبوءات ؟؟ إنها تنبع من مدينة سدوم الحديثة ، مدينة هوليود ، أرض الرذيلة والفاحشة !!!




وسدوم الأصل مدينة معروفة بالإضافة لأربع مدن تحيط بها ، اشتهرت منذ آلاف السنين بفعل الفاحشة التي تنفر منها الطباع السليمة ، كانت مشهورة بالمثلية الجنسية ، فعل الفاحشة مع نفس الجنس ، ومعلوم أيضا أن الله جل جلاله قد بعث إليهم نبيه لوطا ، ولكن أنى لهم أن يتوبوا ، وقد تشبعوا من نتن تلك المعاصي الموبقات ؟؟ وأنى لهم أن يتراجعوا ، وقد تملكتهم تلك الانحرافات ؟؟؟ فحاولوا طرده من مدينتهم ، فطردهم الله من كل رحمة وصف بها نفسه ، فقلب مدينتهم وأمطرهم حجارة من سجيل ، وجعلهم – بإذنه تعالى حطبا لجهنم – ونجى الله المخلصين ، وخلد اسمهم في التاريخ.


ومع أن القصة قد انطوت وانمحت أسفل البحر الميت آثارها ، إلا أن الغرب اليوم قد كثف جهوده لبعثها من جديد ، وإحياء ذكراها في النفوس ، فبنى مدينة وأسكن فيها أرذل أهل الأرض ، وأفحش أهل الدنيا ، نساء ورجال يفتخرون بالمتعة ، ويمارسون الخجل أمام الأضواء ، ويفعلون الفاحشة أمام العيون ، ولا يجرؤ أحد على منع ذلك أو الاعتراض عليه ، بل يأتي الجميع مصفقين لما يبرزوه ، ومشجعين لما ينتجوه ، وكأن الإنسان منهم تحول لحيوان أعجم يسير وفق شهواته وتحكمه رغباته الكمينة ، مع أن الحيوان يسير وفق فانون إلهي ، إلا أنهم أصبحوا يسيرون على قانون شياطينهم.


إن الفن في حد ذاته ليس بحرام ، بل هو واجب ، لو كان يشير إلى ما يخدم المجتمع ، ومباحا لو كان مجرد تسلية ، شأنه شأن باقي المباحات ، أما أن يتخذوا الفن رداء لنشر الرذيلة ، وإشاعة الفاحشة ، فهذا أمر لا يقبله ذو عقل وضمير ، لا يقبله من كان في قلبه مثقال غيرة على شباب وبنات المجتمع ، بجميع طوائفه وكافة أديانه ، فهؤلاء الساقطون ليسوا مسيحيين أو يهود أو حتى مسلمين ، إنهم كفار ملحدون ، ملحدون بكل ما هو فطري وما هو سوي ، ملحدون بالقيم الحميدة التي أرسلت في جميع الديانات ، ملحدون بالله وبكل رسالاته ، أما الفن فهو منهم بريء ، وليس باعثا لهم ليمارسوا ضلالاتهم فيه ، فالمسرح والتمثيل وحتى الغناء ، هي رسالات اجتماعية لتعزيز الأخلاق ، كما قد تكون رسالات لهتك الأعراض.


بل إن مشاهدة الأفلام بحد ذاتها ، لا شيء فيها ، إذ أن معظمها يرمز لعلم أو ثقافة ، تاريخ شعوب وحضارات أمم ، وتطور بلدان وتخلف دول ، فهي متشعبة ، منها ما هو تاريخي ، وأيضا علمي وثقافي ، ومنها ما هو تنبؤ للمستقبل ، أو نقلا عن الماضي ، أو إحياء لذكرى من نسيهم التاريخ ، فأنواع الأفلام كثيرة ، لأنها أقصر طريق لإيصال الفكرة للعقول.
 

إننا أمام تحد جديد ، قد يفرض علينا بالقوة ، وقد نلغيه نحن بالقوة ، علينا أن نربي أنفسنا على الاحتشام ، احتشام العين والأذن والأخلاق ، لا مانع من مشاهدة تلك الأفلام ، لكن واجبنا أن نتعامل معها بحكمة ، نتعامل معها بدراية ، نتحكم نحن بها ، لا أن تتحكم هي بنا ، والأهم من ذلك صدق القلوب ، ومحاربة أولئك الفاسدين ، فلا نقيم لهم وزنا ، ولا نشعرهم بمقدار ، وأقصد بالفاسدين أولئك المعروفون بالإثارة والرذيلة ، إذ أن كثيرا من الممثلين والفنانين فاضلون ، وصفحتهم بيضاء – كما يقولون – فهؤلاء لا غبار لي عليهم ، أقدر رسالتهم التي يريدون إيصالها لي ، أما رسالة أولئك المخربين ، فمصيرها في نفسي إلى سلة المهملات.
 

إن كثيرا من الشباب قد أصبح مستثارا جنسيا ، لأقصر لقطة وأقل تلميحة تراه قد اهتاج وثار ، وما ذلك إلا نتيجة لذلك الوباء الذي انتشر ، أما في بلادهم ، فإنك ترى ذو عشر سنين وهو يتكلم بكلام يستحي الرجل أن يحدث به زوجته ، أصبح هذا الطفل بنظرهم مثقفا متعلما واعيا ، ونحن كما نحن ، نركض ورائهم ، محاولين تقليدهم ، ظانين أن معرفة تلك الأمور من شانها أن تخفف من وطء المستقبل ، لكن الحقيقة أن المستقبل سيكون أكثر وطأة مما نظن ، لكن إرادة الله فوق كل إرادة ، فهم يمكرون ، والله في علاه يمكر ، ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين !!!
 

الأحد، أبريل 25، 2010

الذات الإلهية

سلسلة مرآة الحقيقة
The Mirror of Truth
الحقيقة الخامسة عشر


الذات الإلهية


هل حقا أصبحنا بهذا القدر من الجرأة والشجاعة لنتحدث عن الذات الإلهية كما نريد ، هل حقا أصبحنا نملك القوة لنقول عنها ما نشاء ، هل حقا عظم شأننا ، وتجبرت قوتنا لدرجة أننا بتنا نستعلي ونتكبر على خالقنا الذي خلقنا ، ونقول في حق ذاته الأقاويل ، وعن من نتحدث ؟؟؟ عن الله ؟؟؟؟ ، الله الذي خلق الكون وجعله تحت حكمنا ، الله الذي علمنا وطورنا وأرشدنا لطريق العلم والمعرفة الذي أضحينا بسببه متطورين متحضرين ، الله الذي بإرادته ومشيئته قادر على إفناء البشرية بحرفين : الكاف والنون ، الله الذي لا إله إلا هو ؟؟؟ !!! ، نعم هذه هي الذات التي أصبحت لعبة وهدفا لكثير من المسلمين ، تلك هي الذات التي قدسها جميع الانبياء السابقين منذ آدم إلى محمد ، الذات التي قدسها المسلمون ألف وأربعمائة عام ، نأتي نحن الآن ونقول في حقها الأكاذيب بجهلنا وغرورنا وكبرنا ، لن أتحدث هنا عن نعم الله علينا ، فالكل بنعمته يسبح ، والكل تحت رحمته يعيش ، ولن أتحدث عن فضله سبحانه علينا ، ففضله لا يحصى ولا يعد وليس له حدود ، بل سأتحدث عن أولئك الذين لا يخافونه ولا يخشونه ، هؤلاء الذي اتخذوا مسبته ديدنا وطريقا لتفريغ غضبهم ، أولئك الذين يخشون الآخرين فيتحاشون مسبتهم ، ولا يخشون الله فيسبونه ، وإنني لأتعجب من رحمة الله تعالى وطول صبره وعدم تعجيله بالعقاب على تلك الشرذمة الضالة – فهو الصبور دائما – ، ولو أن أحدهم أخطأ في حقنا ، لثرنا وغضبنا وربما ارتكبنا جريمة فيه ، أما الله – وهو غني عن العالمين – فله حكمة بتأجيل العقاب ، وصبره سبحانه لا مثيل له.



لقد أصبح كثير من المسلمين هداهم الله – ولا أكفرهم أبدا – يجهلون قدسية تلك الذات ، والحق معهم ، فوسائل الإعلام ومغريات الحياة ، وتسلط الغرب وتفننه في انحرافنا ، كل ذلك ساعد في التقليل من قدسيته في النفوس ، وأخص بالسبب تلك الأفلام الأجنبية الحديثة ، التي تفننت وتطورت وتشعبت ، والتي أظهرت قدرة البشر على أنها تماثل قدرة الله ، فهم يخلقون ويبيدون ويسيطرون ويفعلون ما يريدون ، كما أن تلك الألعاب الحديثة ، والتي تحث اللاعب على القتال والتدمير ، حتى يصل إلى المرحلة التي يتطلب منه هزيمة الجبار الكبير ، الذي يظهر في النهاية أنه الله – وحاشا لله - ، كل ذلك ساعد على تقليل قدسيته في النفوس ، فأصبح الكثيرون يعتبرونها مجرد شيء ، أي شيء مثل الأشياء الأخرى ، فيتحدثون عنها بطلاقة ، بدون احترام أو تقدير ، ولو أنهم تحدثوا عن مدير أو أحد كبير ، لعظموه وبجلوه ، وربما قدسوه وعبدوه.



لقد أصبح الشباب اليوم غير مبال بتلك القدسية ، وأصبح سبها أسهل طريق لتفريغ الغضب ، فإذا حدث شجار بين أشخاص ، فإنهم لا يسبون بعضهم البعض كما يحدث عادة ، بل يلجئون لسب الله ولعنه ، سبحان الله يلعنون الله الذي خلقهم وأبقاهم أحياء حتى بعدما سبوه ، وقد كان قادرا على شلهم أو إماتتهم ، بل إن الموضوع تطور لأن ينسبوا البنت والأم له سبحانه ، ثم يسبونهما ، كما يسب السفلة أمهات وأخوات بعضهم البعض ، نعم لقد وصلت إهانة الذات المقدسة إلى هذا الحد ، أصبحت وللأسف أرخص شيء في نفوسنا ، الكثير يسبه وينسب له البنت والأم ، والكل لا يحترمه ولا يقدسه ، وبعد ذلك كله ، ترى أولئك ساجدين له في الصلاة ، طالبين الرحمة منه ، أي رحمة يرجونها ؟؟؟ إنهم لا يستحقون الرحمة ، إنهم يستحقون نارا تحرق أجسادهم ، يستحقون أن يكونوا حطبا لجنهم ، لقد أهان اليهود منذ الأزل قدسية الله فنسبوا البخل والنسيان والغضب والجهل له ، سبحان الله ويتطور الموقف لنسير على خطاهم ، وكأن خططهم لإبعادنا عن ديننا باتت تستهدف قدسية الذات في ذاتنا ، ولكنني أقول أن كل تلك المظاهر ما هي إلا بالونات ستنفجر ، وقد يحل غضب الله وعقابه على أولئك المدنسين ، لكنني أرجو أن يهدي الله أولئك المنحرفون ، فيزرع فيهم مخافته وتعظيمه ، وينمي في قلوبنا جميعا تقديسه وعبادته ، لأن أعظم ما نتصف فيه هو الأخلاق الحسنة ، فلا نتمنى أن يبيد الله هؤلاء الضالون ، بل نرجو لهم الهداية قبل وفاتهم ، فهذا أعظم ما جاء به دين الإسلام : السماحة والخلق الحسن.



وأذكر قصة حدثت مع أحد الذين أعرفهم ، فقد كان لا يفتأ يهين الذات ويسبها ، ولقد احصينا عليه مرة أنه سب الذات الإلهية ثلاثين مرة في اليوم وهو يضحك ويلعب أو يثور ويغضب ، ماذا كانت النتيجة ؟؟؟ لقد ابتلاه الله بحادث فأصيب بالغيبوبة إلى الآن ، وهو في عمر السابعة عشر ، غيبوبة بقي فيها ستة أشهر ، ولا أعلم ماذا حدث بعدها ، فقد تخلى عنه الجميع ، لا إله إلا الله ، لكنني أرجو أن يمن الله عليه بالهداية فيرجع له عافيته ليستطيع التوبة عما قال ، وإذا كان الله شديد العقاب ، فهو سبحانه وتعالى غفور رحيم !!!

الأربعاء، أبريل 21، 2010

فقاعات إسرائيلية




سلسلة مرآة الحقيقة
The Mirror of Truth
الحقيقة الرابعة عشر



 
فقاعات إسرائيلية




يظهر كل يوم والأخر كلب يهودي يدلي بتهديدات فقاعية نجسة لا تلبث أن تنفجر أمام وجهه ، يهدد سوريا بالقصف والتدمير ، وإعادتها للعصر الحجري الذي كان يعيش فيه هو وأجداده قبل وبعد أن أرسل الله النبي موسى محاولا أن يزرع فيهم الحكمة ، ولكن يبدو أن المحاولة فشلت فيه وفي أجداده ، ولو كان رجلا كما يدعي ولديه حصانة كما يفترض ، وعنده قوة تكفي لتدميرنا ، فليظهر اسمه ، لنضعه على قائمة الثأر فورا ، وليصبح بعد ثمان وأربعين ساعة ، في عداد المقتولين هو وجميع من كان يخطب فيهم في كنيس الخراب الواقع في الدور الرابع أسفل الأرض ، ذلك الجحر الذي يختبئ فيه هو وعصابته ، والذين لا يجرؤون على الخروج منه مخافة صاروخ لبناني ينفجر فيهم أو حجارة فلسطينية تشدخ أدمغتهم الفارغة من العقول والمحشوة بالأسطورة النووية الزائفة.


هذا نموذج للشخص السافل في العالم ، وغيره ملايين النماذج من السفلة والخونة المحسوبين علينا والذين يتكبرون على أسودهم دوما ، ويتطاولون على أسيادهم متى سنحت لهم الفرصة ، والحقيقة أنهم قابعون تحت أقدامهم ، يقبلون أرجلهم في السر ، راجين منهم ألا يحاربوهم أو يفضحوهم ، وفي العلن ينتفخون حتى يصبحوا كالفيل ثم لا يلبثون أن يعودوا كما كانوا ، أصغر من النمل وأحقر ( مع اعتذاري للنمل ) تدوسهم أقدام المقاومين الفلسطينيين ، وكرامة العرب الغيورين ، وقوة إيماننا وعقيدتنا ، هؤلاء هم اليهود ، يعلنون الحرب دوما من ملاجئهم ، ويتخوفون من المرور أمام أي فلسطيني خشية أن يزهق أرواحهم ، هؤلاء هم أحفاد القردة ( كما يعتقدون ويؤمنون ) ، يتهارجون كما تتهارج القردة والحمير ، ولا يحسبون لأي كلمة يقولونها أي حساب ، فيتصارخون ويتصايحون ، دون أن يكون لصراخهم أي معنى لدينا.


هذا التهديد الأخير ، هو الذي كشف الزيف الإسرائيلي والغباء المسيطر عليه ، ومحاولته البائسة لاتهام سوريا بأي تهمة لا تخطر على بال ، مما فضح خوفه وجبنه منا ، ومحاولته الجادة لإخضاعنا ، بعد أن أصبحنا قوة لا يستهان بها في المنطقة ، وبعد أن أصبح سلاحنا سلاحا فتاكا في وجه فقاعاته وتصريحاته ، يأتي اليوم معلنا فقاعة كالمنطاد ، يهددنا بسحقنا ، سحق خمسة وعشرين مليون سوري على أرض سوريا بأسلحته وعتاده ، وكأن هؤلاء السوريين الذي داسوا على كرامة فرنسا وطردوها من ديارهم ، يخافون من تلك الشرذمة المتفرقة التي لا تجتمع على قرار أو رأي ، وكأن هذا الشعب الأبي ، غير قادر على الدفاع بلحمه وشحمه وجسده ضده ، نعم إن السوريين حقيقة من أقوى الشعوب العربية ضد إسرائيل بعد الشعب الفلسطيني العزيز ، وأكثر الشعوب كرها لإسرائيل ، تتمنى زوالها من الوجود ، واختفائها إلى الأبد.


ولكن لنتكلم من زاوية أخرى ، وببساطة مطلقة ليس فيها تعقيدات سياسية ، ماذا لو قصفت إسرائيل أراضينا كما تزعم ، كيف ستكون صورة سيناريو الحرب وقتها ؟؟؟ إن الأمر بسيط في ذاته ، سترد سوريا ، وبعدها إيران وحزب الله ، على تلك الألعاب النارية التي أطلقت تجاهنا ، وستكون إسرائيل بالنسبة لتلك الدول كلقمة في فم طفل صغير ، وستكون تل أبيب أولى المدن التي تتحرر من المردة الشياطين ، وسينشط المقاومون في غزة والضفة ، ويثوروا ضد الجيش المحتل ، وربما يطردوه من أراضيهم ، وسيظهر خبث أمريكا وخيانتها ، فتعلن حماية إسرائيل ، وتمدها بآلاف المدرعات والمجنزرات ، أحدث الطائرات والرادارات ، ولكن الوقت سيكون قد فات ، وسيتخلص العالم من تلك الشرذمة الملعونة ، وسيكون الطريق ممهد أمام المقاومين لتحرير بلادهم من هذا المحتل.


إن كثيرا من العالم والأشخاص يجهل مدى قوة سوريا العسكرية ، ومدى تفوق جيشها وتقدمه ، فهو أحد ثلاثة أقوى جيوش في المنطقة بالإضافة للجيش الإسرائيلي والجيش المصري ، مجهز بأحدث التقنيات العسكرية المقدمة من دول الإتحاد الشيوعي كروسيا وفنزويلا وجيرانهما ، ومزود بمئات الآلاف من الصواريخ المتقدمة والبالستية المضادة للمدفعيات ، هذا بالإضافة لقوة أفراد الجيش ، وتعدد الألوية وتشعب سرايا الدفاع ، ناهيك عن قوة الفرد أو الضابط ، وقوة الشعب وصلابته في المحن.


إن إسرائيل وضعت نفسها اليوم في موضع خطير ، حتى لو قدمت اعتذارا أو نفت حربا ، فهي قد بدأت باللعب بالنار ، والذي يلعب بالنار سيحرق نفسه ومحيطه حتما ، لأنه يستحيل على بضعة ملايين في الشرق الأوسط من اليهود أن يتغلبوا على مئات الملايين من الشعوب العربية المحيطة بهم ، حتى لو كنا متخلفين أو ضعفاء ، وحتى لو كانوا أقوياء ومتقدمين ، والولايات المتحدة تدعمهم ، لكن قوة الإيمان حين تتحد تغلب دوما قوة الكثرة ، والشجاعة الكامنة في نفوس العرب لا يستهان بها ، على الرغم من كل العيوب المزروعة فينا ، لكن أن يهان شعب وراء شعب ، وبلد وراء بلد ، فهذا ما لا يصبر عليه أي عربي على اختلاف مذهبه وفكره.


إن الحكومات العربية قد أبدت موقفا شجاعا ، نثمنه ونقدره ، بعد تلك الفقاعات التافهة ، فها هي الكويت والأردن ومصر وكثير من الدول الأخرى ، تستنكر تلك التصريحات ( التي توصف بالجنون لجنونها ) وتعلن الولاء المطلق والدعم الكامل لنا إذا حدثت حرب ( مستحيلة ) لا قدر الله.



علينا جميعا نبذ خلافاتنا ، وأن نكون يدا واحدة ضد هذا المحتل ، ننسى الماضي مؤقتا لننقذ واقعنا الأليم ، لأن بلدنا الآن في أمس الحاجة لدعمنا ، وحين نقدم دعمنا وولائنا له ، فمن الصعوبة بمكان أن يجرؤ أي كافر وسافل على لمسه أو إصابته بالأذى ، والله هو الحامي والجبار ، بإرادته ستبقى سوريا محمية من أي خطر خارجي ، وبقوته ستبقى سوريا منتصرة على جميع مخالفيها.

صور تتكلم .... !!!!

سلسلة مرآة الحقيقة
The Mirror of Truth
الحقيقة الثالثة عشر


صور تتكلم ....!!!!


أحيانا تكون الصور أبلغ في التعبير ، وأقوى في إيصال الفكرة ، من ألف كلمة يكتبها المرء ، هذه مختارات من الصور من حول العالم ، تعكس الحقيقة الذي يعيش فيها :


1. سحابة بركان آيسلندا الذي انفجر قبل عشرة أيام ، وانتشرت لتغطي جميع أوروبا ، وجزءا من آسيا وإفريقيا.



2. صورة من آلاف الصور المنقولة من إفريقيا ، تعكس المجاعات التي تعيشها تلك الشعوب ، حيث تعيش 65 % من الأفارقة تحت خط الفقر



3. سبب مجاعات إفريقيا



4. سديم أعمدة الخلق : صورة فضائية ملتقطة من ناسا لأكبر سديم على الإطلاق في الكون حيث كل نقطة في هذه الصورة تمثل آلاف السنوات الضوئية ، ويتسع هذا السديم لعشرات الآلاف من المجرات ، ويسمى أيضا بسديم العقاب.




5. اضطهادات للشعوب حول العالم ، أساليب متنوعة وهدف واحد ، ولغاية نبيلة.




6. أشجار الكرز المتجمدة في الشتاء ، مصورة من سويسرا




7. خريف السهول الأوروبية ، أين بلادنا من الإهتمام بالطبيعة ؟؟؟؟




8. قصر سعودي بمبلغ مليوني دولار ، فخامة متكاملة وموقع مثالي




9. أحد أجنحة فندق برج العرب الذي يعد أطول فندق في العالم ، وأغلى فندق على وجه الأرض.




10. سيارة من ماركة كاديلاك يعود تصنيعها إلى عام 1927م ، وهذه أفخم سيارة في تلك الفترة ، ولا يملكها إلا قلة من نخبة المجتمع المتحضر آنذاك


هذه مرآة على عجل ، مع تحياتي للجميع
الصور من تجميعي ، والتعليقات من تأليفي


الخميس، أبريل 15، 2010

عيد الجلاء 17 / نيسان / 1945 م

سلسلة مرآة الحقيقة
The Mirror of truth
الحقيقة الثانية عشر


عيد الجلاء 17 /  نيسان ( إبريل ) / 1946 م



      



نعيش هذه الأيام ذكرى عزيزة على قلوبنا ، مقدسة في ذاتها وذاتنا ، ناضل أجدادنا من أجلها طويلا ، وننتظرها نحن كل عام بفارغ الصبر ، إنها ذكرى جلاء المستعمر عن بلادي المجيدة ، ومن هو المستعمر الذي دنس أرضي عشرات السنين ، مارس أقسى أنواع الإرهاب بحق شعبه ، وأسقط بأسلحته مئات الآلاف من الشهداء ، دمر جمالها وروعتها ، وزرع الفتنة بين طوائفها ، منزوع الرحمة والشفقة ، عديم الأخلاق مجهول التاريخ ، سفاك الحملات الصليبية قديما ، الذي لم يفرق بين مسلم ومسيحي ، فقتل المسيحي قبل المسلم ، واستعبد المسلم وأذله – وحاشا للمسلم ذلك الوصف – ، مدفوع بالطمع والجشع ، لاستغلال خيرات بلادي وثرواتها ، سرق ونهب وقتل ودمر كل ما وجده في طريقه ، ورغم ميوعة شبابه وفساده ، وانحطاط أخلاقه وانعدام قيمه ، يأتي ويتكبر على شعب بلادي الكريمة العزيزة ، التي ضرب المثل بشهامتها ورجولتها ، أتى ليسترجل على النساء قويات الإيمان ضعيفات الجسد ، لكنهن أثبتن له ضعفه وهوانه حين قاومنه وحططن من مقداره ، فمن هو هذا المحتل ؟؟؟ ومن هو ذاك المستعمر ؟؟؟





إنه فرنسا ، ذلك البلد المدفوع بحقد على المسلمين قديما وحديثا ومستقبلا ، ذلك البلد الذي تفجرت في وجهه عشرات الثورات الأبية ، وخاض عشرات المعارك الطاهرة على ارضي الحبيبة ، ولكن القدر أبي أن يتركه على حاله حين رأى فساده ، فشرده واقتلع جذوره من الأرض ، وأرجعه إلى موطنه خسيسا ذليلا ، ورد لرجال شعبي ونسائهم هيبتهم وعزهم وكرامتهم ، إنها ذكرى نيسان المجيد ، الذي ترك المحتل فيه بلدي ورحل عنها إلى غير رجعة.





لقد كان لسوريا تاريخ عريق منذ أن نشأت الخليقة ، فهي مهد حضارات عظيمة على كل شبر منها ، ويكفينا شرفا أن العالم الإسلامي قد حكمه معاوية ويزيد والوليد وهشام وعمر بن عبد العزيز من هذه الأرض التي نفتخر بها ، وأن دمشق هي مجد التاريخ ، وأول مدينة سكنت على الأرض ، وعاصمة الإسلام لقرن من الزمان ، وأرض لقبور الأنبياء ، فزكريا ويحيى وهابيل عليهم السلام دفنوا فيها ، هذه هي مفاخر بلادي التي لا تنتهي والتي اعتز بها ، أينما توجهت وحيثما سرت.





إن بلادي اليوم بقيادة نظامه ، يعاني من ضغوطات عالمية شديدة وقاسية ، فمن حصار جائر لا ينفك ، إلى مقاطعات سياسية واقتصادية ، وقرارات جائرة بحق النظام وبحق الشعب ، ومعاملة قاسية لأبنائه في جميع البلاد الغربية ، كل ذلك ليرضخ إلى مطالب الغرب الأعمى ، الداعي إلى الاعتراف بإسرائيل كوطن مشروع على أرض فلسطين ، وطرد المقاومة الفلسطينية والتخلي عنها ، والتخلي عن مقاومة لبنان ضد السفاح الصهيوني .






ولكن أنى لنا ولرئيسنا أن نخضع للباطل ، ونتخذه شعارا لنا ، وقد كنا قبل سبعين عاما نرفض الاحتلال لأرضنا ، ونقاوم بكل ما أوتينا لطرده والتخلص منه ، أفبعد أن نرفض احتلالنا ، نأتي ونرضى باحتلال أرض مجاورة لأرضنا ، تربطنا بها علاقات لا حصر لها ، لا والله ولن يكون ، فليس هناك سوري في الأرض يرضى بكيان محتل على أرض مغتصبة ، ولكن الحق سيرجع يوما ، وستكون سوريا أول المهنئين بتحرير فلسطين ، وستتحرر الجولان وكل الأراضي المحتلة ، وكما اندحرت فرنسا إلى موطنها ، سيندحر اليهود إلى القبور التي لن تسعهم ، وسيتخلص العالم من شرهم وباطلهم ، ليعم الحق العالم ، وتنتشر كلمة الله في الأرض.







إن علينا – بمناسبة ذكرى الجلاء المجيد – واجبا عظيما تجاه وطننا ، إنه يطلب منا التوحد تحت قيادته لمجابهة ذلك الظلم المفروض علينا ، إن علينا التوحد لنفرض أنفسنا على الجميع ، ليعلم الجميع أن الحق في أيدينا ، والحمد لله فالكل متوحد بطوائفه في الداخل ، وعلينا نحن أن نتوحد في الخارج ، لنعمل من اجل سوريا ، من أجل الحق ، من أجل العدل ، من أجل رفع الظلم عنا ، والمفروض علينا من أمريكا الصهيونية ، ويكفينا شرفا أن الأسد الأب والأسد الابن هما الوحيدان من الحكام العرب الذين لم تطأ أقدامهم أرض الأعداء ( أمريكا ) ، وهما الوحيدان اللذان يدعمان المقاومة حين تخلى عنهما الناس ، فمقاومة الصهاينة حق مشروع ، سواء كانت من فلسطين أو من لبنان ، ولو اختلفت المذاهب أو العقائد ، فالجميع هناك يعمل لغاية واحدة ، لمحو إسرائيل من الوجود.






كما أن علينا بمناسبة هذه الذكرى أيضا ، أن نتذكر إخوة لنا بجوارنا ، لا ينعمون بحق الحرية أو حق التعبير ، مهجرون من أراضيهم ، مشردون في كل دول العالم ، ليس لديهم أعياد ، ولا يعرفون ما هي الحياة الكريمة ، ينتظرون كما انتظر آباؤنا يوما مجيدا يتخلصون منه من ذلك الظلم ، ويعملون جاهدين ومقاومين لهذا المحتل ، ولو تخلى عنهم الناس ، فإرادة الإيمان تغلب أي إرادة ، وإرادة الحق تطغى على الباطل والشر ، إنهم إخواننا الفلسطينيون ، الذي نتمنى أن تأتي الذكرى القادمة وقد أصبحوا قادرين على الصلاة في المسجد الأقصى ، وأصبحوا ينعمون كما ننعم نحن ، بكل طيب من هذه الحياة.



نهنئ كل سوري في العالم ، بهذه الذكرى المجيدة ، راجين منه أن يخصص جزءا من وقته لخدمة بلده ، والدفاع عنه في كل المحافل ، وحين نشعر أننا أدينا واجبنا تجاه وطننا ، فسيأتينا النصر حتما لا ريب فيه




الأربعاء، أبريل 07، 2010

الإله الجديد

سلسلة مرآة الحقيقة
The Mirror of Truth
الحقيقة الحادية عشر


الإله الجديد


هل حقا استبدل العالم اليوم عبادة الله الواحد الأحد بعبادة إله جديد ؟؟؟ هل حقا لجأ البشر إلى إرضاء رب جديد غير رب العالمين ؟؟؟ هل تخلى البشر عن رحمة الله وعدله ليعيشوا تحت رحمة إله جديد قاس وظالم ؟؟؟ من هو ذلك الإله البديل – ولا إله إلا الله – الذي اعتمده العالم في العصر الحديث ؟؟؟ ما هي صفاته ؟؟؟ كيف يعامل شعبه ؟؟؟ ما هي خصائصه ؟؟؟ هل حقا يستحق العبادة ؟؟؟ والخضوع لأمره ؟؟؟ إن ما يحدث في هذه الدنيا لشيء عجيب ، لو بعث القدماء من قبورهم لانتحروا من تلك العجائب ، ولجنوا من هول المواقف ، إن العالم أجمع اليوم اتجه إلى قوة وحيدة في الأرض ، ليست خافية على أحد ، تتحكم فيهم كيفما تشاء ، وتسيّر الأمم حسبما تهوى ، برزت ونصبت نفسها على كرسي الألوهية ، وأجبرت العالم على الركوع أمام قدميها ، فالبعض أعجبه ذلك الإله ، فخر ساجدا بين يديه ، طالبا الرحمة والعطف منه ، فاستحق الجنة لذلك ، وناله الثواب والأجر ، وأصبح التمكين في هذه الأرض له ، وأصبح بناءا على هذا شبه إله ، يتحكم في رقاب العباد كما يريد ، ويفعل ما يشاء كما يريد ، والبعض الأخر سار مرغما عن أنفه ، مجبرا على الطاعة ، يركع ويسجد لا يستطيع المعارضة أو المقاومة ، فعاش في هذه الحياة كالضائع السجين ، عبدا مجبورا لا يملك حق الأمر أو الحرية ، وطرف ثالث اعترض وكفر بذلك الإله ، فحلت عليه نقمته ، وجاءه العذاب من كل صوب ، وشن عليه ذلك الرب حربا فطحن جسده طحنا ، وذبحه كما تذبح الخراف ، وقبَره برجله دون مراعاة لكرامة أو إنسانية ، هذا هو الإله الجديد ، هكذا تعامل تلك القوة الجبارة التي استعصت على جميع القوى في العالم ، تمتلك ما تشاء من أسلحة ، وتحارب من تريد من شعوب ، فبسببها محيت مدن ، وانقرضت شعوب ، وأزيلت حضارات من وجه الأرض ، وفرضت نفسها أمام الجميع ، تغذي الكل بما تنتجه ، وتزرع في العقول ما ترغبه ، فالجميع في نعمتها – بعد نعمة الله – يسبح ، والكل من خيرها يجمع.

هذا هو أدق وصف لهذه القوة الهمجية العجيبة ، التي صهرت الناس والشعوب في بوتقتها وأسمتها العولمة ، هذه هي القوة التي لم يدرك البعض المقصود بها ، هذه هي الولايات المتحدة الأمريكية ، عاصمة العالم ، والمعبود الجديد ، الكل يسارع في رضاها ، والكل يسير في هواها ، لا فرق في ذلك بين مسلمين ومسيحيين ، فالمسيحيون تخلوا عن إلههم ( يسوع ) الذي عبد من دون الله ألفي عام ، ليعبدوا من يؤمن بالإلحاد ، واليهود تركوا عبادة ( يهوه ) ليلجئوا إلى من يكفر بالأنبياء ، والمسلمون تركوا أوامر ( الله ) وساروا على خطى أحفاد القردة والخنازير ، لا هم لهم إلا الاستجابة لهذا الإله الجديد – ولا أقصد بهذا الكلام تكفير المسلمين بل أنقل صورة واقعية لحال المسلمين في بلاد الإسلام – ، ومن يرى حال الأمة اليوم ، يدرك صحة ما أقول ، فالشعب العربي يركض – ولا يلحق – وراء كل جديد تصدره تلك القوة ، فلا يلبسون إلا ما تنتجه أفضل مصانع الأزياء في أمريكا ، فسبنسر وفيكتوريا وفينوس وماسيز غزت جميع البيوت العربية ، وفساتين السهرة ، وبذلات الرجال ، وقمصان الأطفال وأزيائهم ، كلها صناعة أمريكية / أوروبية ، حتى – أعزكم الله – الحذاء الذي يلبسونه من صنع أياد أمريكية ، أما الطعام والشراب فما أكثره في عالمنا ، فماكدونالد وبرجر كينغ وكنتاكي وهارديز وستاربكس وغيرها عشرات مطاعم الوجبات السريعة ، من صنع وتمويل أمريكي ، وآلاف المنتجات في الجمعيات من صنع أوروأمريكي ، أما أثاث المنازل ، ومستخدمات الحياة اليومية ، فالأيادي الأمريكية فيها واضحة ، وغيرها الكثير الكثير ، لذا فإننا نرى أن تلك القوة الجبارة قد تغلغلت في حياتنا كلها ، وأصبحت هي المسيرة لنا كيفما تريد .

أما أسلوب الحياة فحدث ولا حرج ، وأكثر من الكلام حتى تمل وتنتحر ، فأفكارنا وأسلوبنا ، وطريقة حوارنا وتفاعلنا ، ومشينا ولعبنا ، وانتماءاتنا ، ومحبوبينا ، كل هذا من صنع وتقديم أمريكا ، فهل ينكر أحد منكم تلك المدينة الموبوءة ( هوليوود ) ، وتأثيرها لنا في ثقافتنا عن طريق الأفلام ، كم منا من يشاهد الأفلام الأمريكية في اليوم والليلة ؟؟؟ وكم منا من يتابع القنوات التي تنسخ وتلصق كل ما هو أمريكي ؟؟؟ ومحبوبينا من الممثلين والمطربين والمغنين والفاجرين ، كلهم صناعة أمريكية ، حتى الإنترنت لا يصل إلينا إلا ما يعجب ذلك الإله وما يريده ، فالتاريخ والعلوم والمعرفة والآداب أصبحت معدلة أمريكيا ( وراثيا ) لتناسب أهواء أرباب العالم ، كي تضمن ألا يخرج عليها أحد .

وصدف أن خرجت بعض الشعوب عن طاعة الرب الجديد ، وعصته وكفرت به ، فحل عليهم العقاب فورا ، وجيشت الجيوش فاقتحموا دار الكافرين ، وأوسعوهم قتلا وتدميرا وتشريدا وتنكيلا ، لأنهم لم يستجيبوا لما شرعه ، وقرروا أن يعبدوا إله غيره ، فحلت عليهم النقمة ، وجاءهم العذاب من كل مكان ، واستخدمت بحقه جميع الأسلحة الكيميائية والنووية والبيولوجية والذرية ، وجميع الطائرات المقاتلة الموجهة والراجلة ، والصواريخ بعيدة المدى ، وانتهكت حرياتهم ، وتخلى عنهم جميع الناس ممن يعبدون ذلك الإله ، فها هي ديارهم خاوية ، ومساكنهم خربة ، وفي كل الدول مشردين ، وعن حقوقهم مجردين ، وتحت الظلم واقعين ، وللكفار خادمين ، والسجون الأمريكية في العالم تشهد على هذا ، فلا حول ولا قوة إلا بالله ، لكنني أقول كما أقول كل مرة ، ما طار طير وارتفع إلا كما طار وقع ، وسيقع ذلك الإله الجديد – ولن يسمي عليه احد – في قبضة الحق والعدالة ، وسينتصر الله رب الأرباب وملك الملوك وإله الآلهة ، لكل من ظلم في هذه الحياة ، وعلى الباغي تدور الدوائر ، وإلى القاتل يرجع سهمه ، وجهنم الكبرى في انتظار ساكنيها ، متشوقة لتعذيبهم كما عذبوا المظلومين ، مشتهية أن تحرقهم كما حرقوا قلوب العباد لفراق الأحباب ، ولا يسعنا إلا أن نقول : لا إله إلا الله ، ولا نؤمن بإله إلا الله.

ملاحظة : كلنا نعلم أن إسرائيل تسير أمريكا كما تريد ، وبما أن أمريكا هي إله العالم ، فإسرائيل واليهود هم ............. !!!!!!

الثلاثاء، أبريل 06، 2010

ثقافة الإستعباد

سلسلة مرآة الحقيقة
The Mirror of Truth
الحقيقة العاشرة



ثقافة الإستعباد
" العنف ضد المرأة "



هل حقا ما يشاع ويكتب عنه في وسائل الإعلام المختلفة من أن المرأة في العالم عامة ، وفي العالم العربي خاصة ، مضطهدة ، مستعبدة ، ذليلة ؟؟؟ هل تعتبر مقولة الرجل الشرقي عيبا في نظر المثقفين ؟؟؟ إن الرجل الشرقي يقصد بها اليوم ، الرجل المتسلط على من دونه من النساء ، وخاصة أسرته وزوجته ، يسيرها رغم أنف الجميع كما يرى هو ، ولمصلحته ، وليس لمصلحة الكل ، وتبريره في ذلك الدين ، وأي دين هذا الذي يأمر الرجل بتسيير القافلة حسبما يريد ؟؟؟ وما هذا الدين الذي يبيح للرجل أن يستعبد امرأته ويذلها تحت شعار الدين ؟؟؟ وشعار القوامة ؟؟؟ إن الدين الإسلامي الحنيف – وأقصد به الدين الذي جاء به محمد رسول الله ، وليس الدين الذي يعتنقه المسلمون اليوم – يأبى ويرفض كل هذه المظاهر والأشكال المتبعة بين الرجل وزوجته اليوم ، أو بين الرجل وأسرته ، أو بين الذكر والأنثى ، إن هذا الدين الحنيف قد جاء بأسمى القوانين وضرب أروع الأمثلة في فن التعامل بين المرأة والرجل ، فهل نريد حقا أن نصل إلى الطريقة المثلى والأرقى للتعامل مع الطرف الآخر ؟؟؟ أم نريد التعصب لما نعتقد ، بدون أن نصل إلى حقيقة الأمر ، ومرآته ؟؟؟؟


طوال عمر البشرية كانت تعتبر المرأة كائنا قذرا ، مسخا شيطانيا على هيئة البشر ، خلق لخدمة الرجل ، والعيش تحت قدمه ، تلبي حاجاته ، وترضي أهوائه ، فهي كقزم – وليس مارد – المصباح عندما يريد الرجل شيئا يركل – ولا يمسح – مصباحه فتخرج المرأة منه ذليلة ساجدة له ملبية لرغباته ، فاليهود – ومن قبلهم الرومان والإغريق – ضربوا أسوأ الأمثلة في التعامل مع المرأة ، واعتبروها كائنا نجسا لا يحل لأحد أن يلمسه ، لكنه يجب اعتبارها حوضا تفرغ الشهوات والنزوات فيه ، كما أن النصارى اعتبروها شيطانا ، ونبذوها ، وحبسوها ولم يقربوها ، واتخذوا الرهبنة والانعزال على أمل ألا يتحدوا معها فيصيبهم شيء من شيطنتها ، إلى أن جاء الإسلام وألغى كل هذا ، واعتبرها كائنا مساويا للرجل في المكانة والمقدار ، وجعل للرجل واجباته وحقوقها ، وللمرأة حقوقها واجباتها ، فعلى الرجل أن يتعب ويجتهد كي يوفر مالا يعيش منه هو وأهله ، وجعل المرأة ربة للمنزل تهتم بشؤونه وتربي أولاده ، فهنا معادلة متكافئة لا يشوبها أي خطأ في العقل أو المنطق.


ولست أناقش الإسلام فيما جاء ، فما جاء به الدين لا ينكره أي عقل ، ولا يخطئه أي قانون ، بل أناقش تلك العقليات المتحجرة التي لم تفهم الدين أبدا ، بل سارت على مبدأ ( لا تقربوا الصلاة ) فاعتبروا القوامة وسيلة لإذلال المرأة واستضعافها ، على الرغم من أن القوامة لم تشرع لهذا ، بل شرعت لحماية المرأة وإكمال ما نقص منها ، فالمرأة بطبيعة الحال ينقصها الحزم الشديد ، والقوة الجبارة ، لأن العواطف والإحساس قد غلبوا على طبيعتها – وعكس ذلك الرجل طبعا – فجاءت القوامة لإكمال ذلك النقص في كل شيء ، وتصحيح القرارات التي قد تنتج نتيجة العواطف ، وإشعار المرأة بكمالها وأهميتها ، كما أن القوامة تعني الإشراف الكامل – وليس التحكم – في سير الأمور – مع استشارة المرأة طبعا – حسب مصلحة العائلة ، والقوامة تعني أيضا التحكم في الطلاق ، إذ أن الطلاق جريمة اجتماعية كبيرة في نظر الجميع ، لو كان للمرأة فيها يد ، لفسدت الأمور ، لأن المرأة قد تتأثر وتتحسس عند أول مشكلة فتلجأ للطلاق ، وتخرب البيوت ، أما الرجل فإنه بتحكمه لنفسه قد يعلم – وليس في جميع الحالات – كيف يقوم الأمر ، ويصلحه ويرجعه كما كان ، فالمشكلة هي اختلاف الطبائع النفسية بين اللين للمرأة والشدة للرجل ، لذا شرع الطلاق في حق الرجل ، ورغم ذلك يسيء ويتعدى معظم الرجال في استعمال قانون الطلاق – وهذا الشيء سيحاسبون عليه أمام الله يوم القيامة – ويظلمون المرأة بهذا الحق ، لذا أطالب الرجل بإصلاح عقله قبل أن يلجأ لهذا الأسلوب ، وأطالبه بالرجوع للطريق المستقيم ، ويضع الله نصب عينيه عندما يعامل المرأة ، فلا يظلمها ولا يستعبدها ، ولا يأسرها ، بل عليه أن يشعرها أنها مكملة له ، شريكة له ، وليس سجينة عنده.

إنني أكتب هذه الكلمات وأنا أسمع وأرى كل يوم عشرات النماذج من سوء المعاملة مع المرأة ، فهنا رجل يشتم امرأته أمام الناس ، وآخر يضربها كما يضرب الجلاد السجين ، وثالث يهجرها فلا يكلمها ، كأنه يعاقبها كما يعاقب الطفل الصغير ، وآخر لا يقيم لها وزنا ولا مقدارا ، ورجل – محسوب على الرجال – يتخذها خادمة له ، وعلبة لتفريغ نزواته ، ومئات النماذج التي يعرفها الكل ولا داعي لذكرها ، والأسوأ والأمرّ من ذلك أن الجميع يعلمون أن هذا خطأ وجريمة في حقها ، ولكنهم لا تراجعون عن ذلك ، فترى كل يوم رجلا يشتم امرأته ويتشاجر معها في كل مكان ، في الشوارع والطرقات ، والمحلات والأسواق ، حتى في العمل تراه يشتمها ويخطئ في حقها ، يلعنها ويسبها كأنها يهودية أجرمت في حقه، أو آخر تراه في المسجد يقرأ القرآن بشفة ، والشفة الأخرى يشتم بها زوجته ، ولا يتوقف الأمر عند الرجل وزوجته ، فالكثير من الملتزمين المتشددين ، يعاملون المرأة كأنها جماد ، فلا يسلمون عليها ، ولا ينظرون إليها ، ويتعاملون معها بجفاف شديد يشوبه طوز وغبار التخلف والفهم الخاطئ للمعتقدات ، ويا ليتهم فقهوا الدين والسيرة النبوية ، فالمرأة في عهد الرسول كانت تعمل ما تريد ، وتفعل ما تشاء ، وكان الرجال والنساء يصلون – والصلاة أعظم العبادات – في مكان واحد ، وكان الرسول يداعب زوجاته ويمازحهن ، وينصحهن ، حتى عندما اتفقوا عليه هجرهن ولم يضربهن ، أو يطلقهن ، وكان الرجال المسلمون يعاملون المرأة كأنها مثلهم تماما ، يسلمون عليها ، ويخرجوها معهم في السفر والغزوات ، تداوي المرضى ، وتعلم الأطفال ، وتبيع وتشتري ، وتشارك في اتخاذ القرارات ، فيا ليت المتعصبين اليوم فهموا تلك الحقائق ، ليعطوا أفضل صورة لدينهم أمام الآخرين ، ولا يسيئوا إليه.


إن المرأة اليوم مضطهدة مستعبدة باسم الدين ، تجبر على تطبيق تعاليمه ، والعيش تحت رحمته ، فإذا تحجبت على سبيل المثال عاشت ذليلة خائفة من غضب أهلها وزوجها ، وإذا نظرت يمينا أو يسارا فوجئت بكف يلف وجهها ، وعقابا لا ينتهي ، كما أنها مستضعفة اليوم وبسبب دينها ، تحارب في الداخل والخارج ، تحارب في عقر الإسلام وفي دار الكفر ، تستضعف وتضطهد باسم شعارات زائفة ، وتعامل كالحيوان الأعجم ، ولا احد يتقي الله فيها ، فلا حول ولا قوة إلا بالله ، وحسبنا الله ونعم الوكيل في تلك المعاملة ، ونلجأ إلى الله في فك هذا البلاء ، بلاء التسلط والتجبر على مشاعر المرأة ، وضعفها – وهي عند الله قوية – واستحلال ظلمها ، فيا أيها الناس ، هل فيكم من عاقل فيصحح للآخرين خطأهم ؟؟؟ هل فيكم حكيم فيداوي تلك الأمراض المنتشرة بينهم ؟؟؟ هل منكم من يعلمهم الحق ، ويرشدهم لطريق الصواب ؟؟؟

إنني اطلب من معشر النساء أن يثوروا في وجه ظلم الرجل ، ويقوموا بانتفاضة عارمة ، تزلزل كيانه ، وتحطم جبروته ، وليقفوا بقوة في وجه من يريد ظلمهم ، ولينجزوا وليحققوا وليتفوقوا على الرجل ، لكن بشرط ألا يلجؤوا لطريق التحلل والانفلات ، فهذا طريق نهايته وخيمة ، وأيضا إحدى سبل الاستعباد ، والحرية لا تتحقق بهذا ، بل تتحقق بتطبيق الواجبات ، ومعرفة الحقوق ، فهذا أفضل طريق لإرجاع عزة وكرامة المرأة المهدورة والضائعة ، لعلنا ننتهي من إحدى مشاكلنا التي لا تنتهي ، ونعود لمجدنا التائه عنا ، والتائهون عنه ، ويحترمنا على الأقل ، باقي شعوب العالم .


الخميس، أبريل 01، 2010

لماذا يموت الابرياء دوما ؟؟؟!!!


سلسلة مرآة الحقيقة
The Mirror of Truth
الحقيقة التاسعة



لماذا يموت الابرياء دوما ؟؟؟!!!


منذ ولدت ، وفتحت عيني على هذه الدنيا – التي يشبهها البعض بالجنة لجمالها وسحرها – وأنا أسمع كل فترة عن كارثة من صنع البشر تسبب موت الكثير من الأشخاص الذين لا ذنب لهم سوى أنهم بشر غير مسلمين ، فمن مذابح جماعية ، إلى تفجيرات سكانية ، وأيضا عمليات انتحارية ، ينفذها مجهولون باسم الدين – والدين منهم براء – ، وتبريرهم في ذلك هو الانتقام ، الانتقام ممن ظلمهم وشردهم ، وبئس هذا التبرير الذي أودى بصاحبه إلى الهلاك ، فهل يكون الانتقام هكذا ؟ أن يهرب من مواجهة خصمه ليقتل أشخاصا وأطفالا ونساء لا ذنب لهم فيما يدعي ؟


منذ بزوغ الألفية الثالثة ، عاصرنا الكثير من تلك العمليات المشئومة ، ففي عام 2002 وقع انفجار كبير في جزيرة جربة التونسية في كنيس يهودي أثري أسفر عن مقتل 22 سائحا أوروبيا وتونسيا وجرح 35 آخرين ، ما ذنب هؤلاء السياح المسالمين الذين قدموا إلى بلادنا مطمئنين إلى أمن الإسلام الذي وفر لهم الحماية كما ندعي ونزعم ؟ ما ذنب هذا البناء الأثري اليهودي الذي لا علاقة له بما يحدث في فلسطين ؟ ألأن اليهود في فلسطين يجرمون في حق أهلها نأتي ونفجر بناءا على بعد آلاف الكيلومترات من خصمنا ؟؟؟ هل هذا منطق يحتم علينا قبول هذا الفعل ، ويا ليته قتل جنودا يهودا في هذا التفجير ، بل قتل سياحا مسيحيين لا ذنب لهم فيما يحصل عندنا ؟ إن هذا الفعل مرفوض في جميع القوانين والشرائع ، وحتى المنطق والعقل ينفيان قبول هذا التفجير الذي أتمنى أن يعدم الضالعون فيه ويختفوا من الوجود.


ولا ننسى تفجيرات الرياض والكويت والجزائر وحتى الدار البيضاء ، التي تعد من أسوأ التفجيرات الانتحارية الإرهابية في الوطن العربي ، إذ كانت سلسلة منظمة من التفجيرات في المطاعم والفنادق المغربية أدت لمقتل 50 مسالما ومسلما ، وجرح المئات منهم ، نعود فنقول : ما ذنبهم ؟؟؟ ما هي جريمتهم ؟؟؟ لماذا يقضى على حياة أفراد لو عاشوا بضع سنين أخرى قد يصبحوا مسلمين ؟؟؟ إننا – جميع المسلمين المعتدلين – ضد هذا العمل الإجرامي القبيح الذي لا يمت للإسلام بصلة ، والذي شوه سمعتنا وسمعة ديننا أمام الغرب وأمام الآخرين !!! .

وأسوأ من هذا تفجيرات مترو أنفاق لندن ( 2005 ) ومترو أنفاق مدريد ( 2004 ) ومترو أنفاق موسكو ( 2010 ) التي حدثت قبل أسبوع ، أسفرت جميعها عن مقتل 300 مسالم وبرئ وجرح ما يقارب 3000 من البشر الذين لا ذنب لهم فيما يحدث عندنا ، كيف يحدث ذلك وقد قال الله تعالى في قرآنه : ( ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما ، ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا ) ؟؟؟ ويقول أيضا : ( ولا تزر وازرة وزر أخرى ) ؟؟؟ وأشارت العشرات من الآيات والأحاديث إلى وجوب نشر السلام والأمان والحوار مع باقي الديانات ، وعدم تحمل أي شخص ما يفعله الأخر ؟؟؟ إن الإسلام وعلماؤه ينكرون تلك الإرهابيات أشد الإنكار ، داعين المنحرفين والمتطرفين إلى العودة إلى الإسلام الصحيح ، الإسلام الذي قام على النصيحة والدعوة الحسنة ، ونشر الأمان والسلام بين الشعوب.


فإذا قلنا أن تلك التفجيرات استهدفت غير المسلمين انتقاما مما تفعله حكوماتهم بالمسلمين ، فما ذنب الأبرياء في الدول الإسلامية التي تحدث بحقهم تلك التفجيرات ؟ ما ذنب الأبرياء في لبنان في تفجيرات الثمانينيات ؟ وما ذنب المسلمين في سوريا حين فجرت مدارس الطلاب في دمشق وفي حلب ، وكل ذلك باسم الدين ورغبة تطبيقه ؟؟ ما ذنب المسلمين في الكويت والرياض الذين راحوا ضحية نزوات ورغبات شريرة ، كلها تدعي الدين وإرضاء الله ؟؟؟ وفي بغداد وكراتشي والجزائر وأفغانستان ؟؟؟ إن تلك العمليات الإرهابية ، ليست سوى وسيلة لتدمير البشر ، ونشر الحقد بين الشعوب والديانات ، واستثارة الكره الكامن بين الأعراق ، والفتنة نائمة لعن الله من يوقظها ، فلماذا كل هذا ؟؟


لماذا كل هذا ؟؟؟ علينا أن نتق الله ، علينا أن نسير على منهج رسوله ، إننا لا ننكر تلك العمليات الإستشهادية في فلسطين ضد جنود الاحتلال ، وفي العراق ضد المجرمين الأمريكان ، وفي أفغانستان ضد المحتل الغربي ، إننا ننكر تلك التفجيرات الانتحارية ضد الأبرياء الذين لا علاقة لهم بالحروب ، الأبرياء المسالمون الذين ينعمون كما ينعم أولئك المنحرفون ، بالأمان وحق الإنسانية والحياة ، إن هذا العمل جبان ، يجعله يهرب من مواجهة الخصوم إلى قتل الأبرياء ، والرسول أوصى ألا يقتل مسالم في حرب ، فما بالك بإنسان بريء في دولة لا دخل لها بالحروب؟؟


علينا أن نتق الله في أنفسنا ، فعمليات القتل ليست بالأمر الهين ، والله لا يرضى عن إزهاق نفس بدون سبب ، ولكن على الباغي تدور الدوائر ، وسيأتي اليوم الذي يقتل أولادهم وترمل نساؤهم ، ويذوقوا الألم والحسرة والعذاب كما أذاقوه للأبرياء ، وستذرف دموعهم دما كما ذرفت عيون الأمهات والأطفال حزنا على فقدان أحبائهم ، ومرة أخرى نقول : وعلى القاتل تدور الدوائر.