تم الإنتقال إلى الموقع الجديد

أعزائي القراء ، تم الإنتقال إلى الموقع الجديد بعنوان

www.truth-mirror.webs.com

تابعونا هناك أيضا ولكم جزيل الشكر

© CopyRight

حقوق النسخ والنشر محفوظة بموجب القوانين البروتوكولية لمالك هذه المدونة ، بينما يسمح بنسخ محتويات المدونة بشرط ذكر رابط المصدر أسفله ( www.truth-mirror.blogspot.com )









الاثنين، مارس 29، 2010

ماذا قال ألبرت أينشتاين ؟؟؟


سلسلة مرآة الحقيقة
The Mirror of Truth
الحقيقة الثامنة



ماذا قال ألبرت أينشتاين ؟؟؟
اقتباسات شهيرة لعالم الفيزياء الألماني الشهير تلامس واقع الحياة اليومية



يشتهر العالم الالماني الأصل : ألبرت آينشتاين بوضعه للنظرية النسبية التي قلبت مفاهيم الفيزياء الكلاسيكية ، وفتحت الابواب أمام علوم أخرى حديثة ومتطورة في الفيزياء مثل المجالات الكهرو مغناطيسية ، وعلوم الفيزياء النووية.

لن أتكلم في هذه المقالة عن سيرة آينشتاين الذاتية ، فكلنا يستطيع متابعتها عن طريق محركات البحث ، بل سأتكلم عن بعض مقولاته الشهيرة المنقولة من مواقع أجنبية :

1. " الله لا يلعب النرد مع الكون "
2. " شيئان لا حدود لهما : الكون وغباء الإنسان ، أما الكون فلست متأكدا بخصوص حدوده "
3. " كل ما هو عظيم ، من صنع إنسان عمل بحرية وإخلاص "
4. " إذا لم يتوافق الواقع مع النظرية ، فعليك ان تغير الواقع "
5. " أهم شيء ألا تتوقف عن التساؤل "
6. " الجنون ان تفعل نفس الشيء مرة بعد مرة ، تتوقع بعدها نتيجة مختلفة "
7. " الحقيقة ليست إلا وهم ثابت "
8. " لا تفكر بالمستقبل ، لأنه حتما سياتي بسرعة "
9. " العلم ليس سوى ترتيب لأفكارك اليومية "
10. " لا أعلم السلاح الذي سيستخدمه الإنسان في الحرب العالمية الثالثة ، لكنه حتما سيستخدم العصا والرمح في الحرب العالمية الرابعة "
11. " كل الديانات والعلوم والفنون متفرعة من شجرة واحدة "
12. " التقدم التقني مثل فأس في يد مجرم مريض "
13. " المنطق سيأخدك من الالف إلى الباء ، أما الخيال فسيأخذك إلى أي مكان "
14. " علينا ان نبسط كل شيء قدر الإمكان ، لكن دون تفريط في تبسيطه "
15. " ليس لدي أي موهبة خاصة ، إنما افتخر بشدة فضولي فقط "
16. " المثقفون يسعون لحل المشاكل بعد ان تقع ، لكن العباقرة يسعون لمنع المشاكل أن تقع "
17. " من الواضح أن التقنية تجاوزت كل حدود إنسانيتنا "
18. " العلم بدون دين هو عرج ، والدين بدون علم هو العمى "
19. " سر الإبداع ان تعرف كيف تخفي مصادرك "
20. " من لم يخطئ ، لم يجرب شيئا جديدا "

وهناك عشرات المقولات التي سجلها التاريخ لهذا العالم العبقري ، إنه يستحق فعلا الإحترام والتقدير ، عليك أيها القارئ أن تفكر في كل إقتباس ما الذي يقصد و يراد من خلاله ، ستدرك حتما أن كل مشكلة تواجهنا كفرد أو كشعب او كأمة ، منبعها من إحدى المقولات السابقة.

هذه مرآة على عجل !!!

السبت، مارس 27، 2010

ثقافة الشجار

سلسلة مرآة الحقيقة
The Mirror of Truth
الحقيقة السابعة



ثقافة الشجار


في مجتمعنا البالغ عدده مليونين ونصف المليون إنسان ، تبلغ نسبة الشباب فيه حوالي السدس ، حيث تتراوح أعمارهم بين عشر سنوات وعشرين عاما ، ويميل الشاب – بطبيعته النفسية والسيكولوجية – إلى تكوين صداقة ومعارف مع باقي الشباب ممن يقربون سنه ويماثلون جنسه ، هذه العلاقة تتسم غالبا بالولاء والإخلاص ، فلا يكون فيها ذو مصلحة أو يشوبها عمليات خيانة وغدر ، إلا بنسب ضئيلة جدا ، وتظهر هذه الصحبة كأنها جسد واحد ، فتراهم يسيرون معا ، ويأكلون معا ، ويفرحون معا ، ويحزنون معا ، وفي المدرسة معا ، وفي الطريق معا ، ولا يقبلون شخصا جديدا إلا بعد تجاوزه لمراحل من الاختبارات القاسية أو اللينة ، حتى يصل إلى الدرجة الثالثة والثلاثين ( في سلم الدرجات الماسوني !!! ) ويصبح عضوا فاخرا في هذه الجماعة.

وتتطور جماعة الأصدقاء هذه بعد تأسيسها لتصبح كتلة يطلق عليها بالعامية ( الشلة ) وهذه الشلة تصبح أكثر تماسكا وصلابة من الجماعة ، وتتسم بالولاء المطلق ، ويتخذون معا طريقا موحدا ومسيرا ثابتا ومبادئ وأفكار واضحة ، ولا معنى للشلة بدون شجار ينشب بينها وبين الشلل الأخرى ، فعندها تظهر قيمة هذه الشلة ، وتتحدد قوتها أو ضعفها ، وتقيّم هذه الشلة وتقدّر ، ويحسب لها ألف حساب على قدر مخزونها من الأسلحة الفتاكة والمحرمة دوليا ، فالمطاوي ( سكين صغيرة يستعملها الشباب أثناء الشجار ) أهم أسلحة الشلة ، حيث يشترط وجود مطوى أو أكثر في بنطال كل عضو ، بالإضافة إلى مجموعة العصي الخشبية وقضبان الحديد الثخينة ، ويعتبر الكرباج أكثر الأسلحة فتكا ، وهو سلاسل حديدية مترابطة فيما بينها تنتهي بقطعتين من البلاستيك القوي ، وقد تستعمل بعض الشلل المتطورة حواف حديدية مسننة تثبتها حول أصابعها وتجرح بها المعادون ، أو قضبان معدنية تصعق الخصوم وتكهربهم ، أما التقييم والتقدير الحقيقي ، والوزن النسبي الذي توزن به الشلة ، فهو عبارة عن عدد المرات التي دخلت بها خناقة ( شجار حاد قاسي يستعمل فيه الضرب المبرح ) ، وانتصرت فيها على الخصوم ، وتحتسب لكل شلة مجموعة من النقاط ( تعبر عن عدد الخناقات ) تفتخر فيها أمام الآخرين ، وتؤلف حولها مئات الكتب ، وتنشر أخبارها في الصحف والمجلات.

وينادي العضو أقرانه بلفظة جميلة تطرب الآذان ، وهي الربع ( بفتح الراء لا ضمها ) ، هذه الكلمة السحرية الجذابة هي التي هزت أبدان الكثير من الخصوم ، وزلزلت كيانهم ، فبعد أن يحسبونه فردا لا حول له ولا قوة ، ويتهيئون لقتاله ، إذ يخرج عليهم مناديا : يا ربعي ( يا جماعتي ) فعندئذ يفرون لا يلوون على شيء ، ولا تستمر الخناقة إلى هذا الحد ، إذ يأتي الربع كله ويلحقون الأعداء لعقر دارهم ، ويوسعونهم قتلا وضربا وتشريدا ، لا يتوقفون إلا بعد تدخل الأمم المتحدة لفض النزاع البسيط هذا ، وتجري محاولات صلح بين تلك الشلتين ، وتنتهي بعد عدة آلاف من العزائم لمختلف المطاعم ، أو دفع دية إلى المتضررين.

وتتحد الشلل ( جمع شلة ) والأرباع ( مفرد الربع ) التي تقطن في منطقة واحدة فيما بينها مكونة لفظا جديدا ومدلولا أعمق وهي الحارة ( جميع الشباب الذين يقطنون حيا واحدا ) ، وهي كلمة أعم من كلمة الشلة ، وفي هذه الحارة يبلغ عدد الأعضاء خمسون عضوا من الذين تدربوا تدريبات قاسية على الطريقة الصينية ( الكونغ فو ) أو اليابانية ( الجودو و الكاراتيه ) ، وينتخبون زعيما لهم ، ومجلسا للإدارة ، وتصبح كالدولة الصغيرة لها أحكامها وقوانينها ، وكلما تكبر في السن تصبح أكثر قوة وأكبر مركزا بين باقي الحارات ، وتمضي الأيام على هذا المنوال ، شجارات متتابعة ، وضحايا متوالون ، وكوارث إنسانية شبابية ، وأضرار في العدة العسكرية والعتاد ، ويمتلأ المخفر في نهاية الأسبوع وعطلته بمئات المتخاصمين الذين تحل قضيتهم عن طريق كتابة تعهد ( هدنة بين الحارة والمخفر ) بعدم العودة إلى القتال ، ولكن ما أن يخرجوا من منطقة المخفر ، حتى تشتعل نيران الحرب مرة أخرى ، ولا تتوقف إلا بقدوم الطائرات والمدفعيات ، وزج المتخاصمين في الحبس والسجون.

وغالبا ما تبدأ الخناقة بخزّة ( نظرة قاتلة مستديمة إلى الطرف الأخر تبدأ من الأعلى إلى الأسفل ) يتبعها سيل من الاستجوابات – المستخدمة في فروع المخابرات – من الطرف الآخر ، ثم شتائم موجهة من الطرفين لبعضهما البعض ، وتلعب أجهزة الاتصال دورا حيويا في نشب النزاع ، بينما تلعب المواصلات دورا أعظم ، فبعد الخزّة بدقائق ، ترى جموعا غفيرة من الحارات حول الشخص المخزوز ، وتتتابع قضية الخناقة كما ذكرتها في الفقرة السابقة.

وإذا استمرت الحارة على هذا المنوال فإنها تصبح فيما بعد عصابة منظمة ، تسرق وتخرب وتقتل ، وتنشر الرعب بين الناس ، فمعظم عصابات هذا اليوم منشئها شلة اتحدت مع آخرين ونمت وازدهرت بفضل أسلحتها وقوتها.

ولا تقتصر الشلة على الذكور فحسب ، إذ إنه في الآونة الأخيرة قد ظهرت شلل لفتيات مراهقات ، يستعملن شد الشعر وضرب الكفوف ، والبصق أسلحة لهن ، وتتطور القضية برمي العدوّة على الأرض ووسعها رفسا بالقدم النحيلة ، وتتواجد أيضا شلل من العجائز والطاعنين في السن يستعملون الضرب بالعكاكيز ، وهؤلاء نسبة قليلة لا تكاد تظهر في المجتمع ، وهكذا نرى الشلل المتخاصمة في كل مكان إلا مكان واحد ، ألا وهو فلسطين ، إذ تتواجد شلة إسرائيلية واحدة لا تجرؤ أي حارة أو شلة أو ربع أو عصابة على مواجهتها والتصدي لها !!!


الثلاثاء، مارس 23، 2010

سلسلة مقالات ( لماذا ألمانيا ؟ ) العدد ( 1 )

سلسلة مرآة الحقيقة
The Mirror of Truth
الحقيقة السادسة


لماذا ألمانيا ؟
سلسلة مقالات حول التفسير الحقيقي لألمانيا ونهضتها وحضارتها الحديثة



تعد ألمانيا ( ومن قبلها اليابان ) نموذجا للدولة العصرية المتحضرة المتقدمة ، التي استطاعت خلال فترة وجيزة لا تتعدى الخمسين سنة ، أن تكون أكبر قاعدة اقتصادية في العالم ، وتستطيع أن تتحكم فيه ، من خلال كبرى الشركات التي أنشأت على أراضيها ، والتي تطرح في السوق منتجات وبضائع تنافس المنتجات الأمريكية والأوروبية ، وتعد أفضلها ، فلا احد ينكر فضل ألمانيا في آلاف الاختراعات والعلماء التي جادت بهم على الإنسانية ، ولا يعترض مخلوق على قوة حضارتها وتقدمها العلمي ، والرفاهية التي تصدرها للشعوب الأولى ، وكذلك الحرية التي يتمتع بها كل فرد فيها ، وجميع المقومات اللازمة للتطور والرقي والازدهار.

لقد عاشت ألمانيا كوابيس عدة في منتصف القرن العشرين ، أعظمها هو الانهزام الذي منيت به في الحرب العالمية الثانية ، ومن قبلها الأولى ، حيث دمرت تدميرا وحشيا قاتلا من قبل دول الحلفاء الشرسين ، الذي لم يراعوا فيها إلا ولا ذمة ، وقصفت مدنها بالقنابل التي عرفها العالم لأول مرة في تلك الحرب ، كما تلوثت بيئتها ببقايا السموم العسكرية ، والمخلفات الحربية ، وتنازع المنتصرون عليها ، فاستولت روسيا على شرق ألمانيا ، وأسست دولة ماركسية مارست الإرهاب وفرضت الجهل على سكانها ، وأردت بحضارتها إلى أسفل السافلين ، كما استولت فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة على القسم الغربي منها مؤسسة دولة رأسمالية علمانية حصرت الثروة والإنتاج في أيد قليلة فحرمت الباقي من لذة الحياة ، إلا أن هذا لم يدم طويلا ، فقد نهضت ألمانيا فورا عقب الحرب ، ونفضت آثار المعارك عنها ، ولم تمض سنتين حتى أعادت بناء البنية التحتية لمدنها ، وأرجعت بناء جميع المدن المتضررة ، فأصبحت قادرة على الوقوف في وجه التغيرات والعولمة ، ثم بدأت في مطلع الخمسينيات ببناء أعظم قوة اقتصادية أوروبية ، فأنشأت الشركات الكبرى ، وبدأت تسجل براءات اختراع ، وتسهم في ظهور الاكتشافات ، وظلت شيئا فشيئا تتدرج نحو القمة ، حتى وصلت في الثمانينيات إلى قمة مجدها ، وتربعت على عرش الاقتصاد ، وأصبحت إحدى الدول الصناعية الكبرى ، وإحدى مجموعة الثماني المتحكمة في اقتصاد العالم ، ولم تزل إلى اليوم تعتبر من أفضل الدول في العالم تقنيا وحضاريا وثقافيا ، وجميع البشر يفضلون الهجرة إليها ، لتقديرها للعمالة والعمل ، وحبها في زيادة الإنتاج ، واحترامها للعلم والعقول المبدعة.

إن أهم ما يميز الشخصية الألمانية عن غيرها من الشخصيات الأوروبية المجاورة لها ، حرصها حرصا تاما على الجد والعمل والإخلاص فيه ، والتفنن والإبداع به ، فالفرد الألماني لا يوجد في قاموسه أي ذكر أو تعريف للأمور التافهة ، إذ يستحيل عليه أن يتعرض ويمارس شيئا تافه أو يهتم به ( كما يفعل الكثير من العرب إذ أن حياتهم سلاسل من التوافه ) ، والإنسان الألماني مخلص لقضيته و عمله حريص على إتمامه وإتقانه ، كما أن بناء النفسية في الشخص الألماني يجعله ذو ثقة بنفسه ، فلا يخجل ولا ينكسر ، فيشعر حينها بالفخر والاعتزاز والتقدير ، وقد حرص الإنسان الألماني على بناء وطنه والسمو به والإخلاص له، فقد جادت ألمانيا علينا منذ ثلاثة قرون بنخبة من العلماء في مختلف المجالات ، فمؤسسو علم المجالات الكهرومغناطيسية والكهرباء والفيزياء الحديثة هم من الألمان ، ومكتشفو معظم الكواكب والمجرات أيضا من الألمان ، وصاحب النظرية الشهيرة ( النظرية النسبية ) في الضوء والنسبية غني عن التعريف وهو العالم الكبير أستاذ الفيزيائيين في العالم ( ألبرت أينشتاين ) ، ولا تخفى نظريات جاوس وأوم في الكهرباء الحديثة ، وإسهامات كيبلر في الفلك لا ينكرها مخلوق ، وما دور ( هيلمهولتز ، وكيبلر ، وأوم ، موسباور ، وروسكا ، ورونتغن ، وأوتوفون ، ورايتر ، وفرانك ، وفهرنهايت ، وجاوس ، ولايبنتز ، وكيرشوف ، وهرتز ، وبوكل ، وفيبر ، وأوستفالد ، وبراون ، وشتارك ، ولينز ، وكرومر ، وباول ، وماكس بلانك ، وشتومر ) بقليل في تطور علم الفيزياء والكيمياء والأحياء ، حتى علم النفس والاجتماع حظي باهتمام كبير من العلماء هناك ، أما عن الفن والموسيقى فحدث ولا حرج ، فبيتهوفن أكبر موسيقي في العصور الحديثة لا ينافسه أي موسيقي في الأرض ، رغم إصابته بالصمم ، ولقد سجلت ألمانيا وحدها خلال الثلاثين سنة الأخيرة نصف مليون من براءات الاختراع ، متفوقة بذلك على جميع الدول الأوروبية مجتمعة ، وهذا يدل على حرص الحكومة والشعب على الإنتاج والاكتشاف والتطوير ، حتى إن شركات كثر في جميع المجلات الصناعية ألمانية ، فأكبر مصدر للسيارات في العالم بعد اليابان هي ألمانيا ، وكذلك فيما يخص جميع الآلات والأدوات التي نستعملها يوميا ، أو نتعرض لها ونحن لا نشعر.

إن هذه الامتيازات مجتمعة لدى ألمانيا جعلها الدولة المفضلة لدي ، وجعلني أخطط في المستقبل للهجرة إليها ، لأتعلم الإخلاص والجد ، وأتخلص من معوقات التقدم التي تواجهنا كعرب ، فكثير هم الذين سبقوني إلى هناك ، واستقرت أوضاعهم فيها ، وكونوا ثروات وأسهموا في الازدهار ، فهنيئا لهذا البلد العظيم ، وهنيئا لكل من يسير على خطاه.

إن الحديث عن ألمانيا يتطلب عدة مقالات تفصيلية لكل مجال برعت فيه ، أو كل خاصية من خصائصها ، فهذا ما ستبنى عليه المقالات في المستقبل ، لنفسر معا ونحلل كيف استطاعت تلك الدولة الجبارة النهوض من جديد ، والعودة للحياة بعد الموت.

ضحك

سلسلة مرآة الحقيقة
The Mirror of Truth
الحقيقة الخامسة



ضحك


إن من المعروف عالميا أن الإنسان لا يمكنه العيش دون فكاهة أو ضحك أو لحظات فرح ومرح تحل عليه فتجعله يضحك ويضحك دون توقف ، وكثيرا منا من يمر بمواقف طريفة فتجعله يضحك على نفسه ، أو ربما يكون مع جماعته وأصدقائه فيقول كلمة مضحكة أو تعليقا يجعل من حوله يغرقون حتى آذانهم من القهقهة ، نعم جميعنا يمر بذلك ، والذي يدعي أن هذا عيب أو حرام أو قلة ذوق وأدب نأتي إليه بكل هدوء ونقول أنك إنسان مريض تحتاج إلى علاج نفسي ، وأن يبقى الشخص عبوسا طوال اليوم لا يتقبل مزاحا أو تعليقا ، ويحزن ويثور كلما مزح معه شخص ، أو داعبه إنسان ، فهذا أيضا مرض نفسي يحتاج صاحبه للعلاج


إن من الأمور التي تكمل الشخص أن يمتلك القدرة على إسعاد الآخرين ، نعم يمتلك الوسيلة المباشرة لقلب كل شيء إلى ابتسامات ثم ضحكات ، يمتلك الأسلوب المناسب في الوقت المناسب والمكان المناسب لتحويل تلك الجموع التي معه من مكتئبة النفس إلى منشرحة الصدر ، كثير منا من يتابع بعض الأعمال الفنية كالمسرحيات والأفلام ، يشعر بعدها بتيار قوي من السعادة يجتاحه فيسعده ويبسطه ، ولنا في عادل إمام الفنان العربي الكبير خير مثال على ذلك ( وأضربه مثلا لموضوعنا ولا علاقة لي بباقي الأمور والعيوب التي فيه ) فأسلوبه في الكلام والتعبير من الفكاهة بحيث يجبر أي إنسان جامد كالصخر لكي يسيل ويتحول إلى ضاحك سعيد مرتاح البال خاليا من الهموم ، فهذا الشخص وغيره ملايين الأشخاص الذين يسيرون على منهجه ، لولاهم برأيي لتحول العرب إلى كائنات جامدة لا تعابير فيها ولا ابتسامات ، جامدون عابسون مكتئبون ، ويصيبون غيرهم بالاكتئاب


ما أريد مناقشته هنا أن الذين يدعون الجدية المطلقة في الأمور كلها ، مخطئون تماما في تصورهم مهما استندوا إلى دليل أو احتكموا إلى قانون ، فإن كانوا مسلمين ملتزمين ، حيث البعض منهم تسحب الابتسامة منه سحبا ، فالحجة قائمة عليهم وواضحة كوضوح الشمس في كبد السماء ، فالرسول الأعظم كان خير مثال على ما ينكرونه ، فقد كان ( صلى الله عليه وسلم ) أفضل شخص ضحك في الدنيا ، وأفضل من علمنا كيف نضحك ، فقد قالوا عنه أنه إذا ضحك بدت نواجذه ( أي أضراسه ) من شدة الضحك ، وهذا أحسن دليل نقدمه لأولئك المتزمتين ، فهم يظنون أنه بعبوسهم يرضون الله ويطبقون أحكامه ، وهذا خطأ آخر يقعون فيه ، إذ أن الله يتقبل الأعمال بنفس منشرحة لا بنفس كئيبة .


ولا يخفى عليكم أن الضحك له من الفوائد ما يدهش العقل ، فإن أخر الدراسات تقرر أن الضحك ينشط القلب ويساعد على جريان الدم ، وأن الضحك لمدة خمس عشرة دقيقة يوميا تغني عن التمارين الرياضية إذ تزيد من كفاءة الأوعية الدموية ومن كفاءة جريان الدم فيها حيث يوسعها ، وأن الضحك يحرك سبع عشرة عضلة في الوجه وحده ، وثمانون عضلة ابتداء من الرأس إلى الأمعاء ، وكثير من الأمراض النفسية يشفيها الضحك ، وله دور في تنشيط الغدة اللمفاوية المسئولة عن المناعة ، وينشط كذلك الغدة الدرقية ، ويزيد من إفراز هرمون السعادة المسمى ( السيروتونين ) ، ويساعد على شد البشرة ونضارتها.


إنني اطلب ممن يقفون عائقا في وجه إسعاد البشرية ، أن يراعوا حق الناس في إسعاد أنفسهم ، وأن يتخلصوا من هذا المرض النفسي الكئيب ، إذ أن نفوسهم تتعاظم فيما بعد لتصبح ناقمة على الآخرين ، محتوية على جميع أمراض النفس كأمراض الحقد والكره والاشمئزاز ، فوالله إن الضحك لنعمة كبرى من الله ، لا يحسن تطبيقه إلا من ذاق لذته ، وأحس بفوائده ، واستشعر أهميته ، ولولاه لكنا الآن في عداد الأموات


ولا اقصد بالأموات ، أموات الأجساد ، إذ أن هؤلاء نتيجة مباشرة للنفس الكئيبة ، ولكنني أقصد أموات النفوس والقلوب ، إذ تصبح نفوسهم خاوية خالية من أية مشاعر ، كارهة لما حولها ، ناقمة على ذاتها ، فاتقوا الله في ذاتكم ، ولا تكونوا سببا في تعاسة البشر.













السبت، مارس 20، 2010

قراءة تحليلية في أزمة إنفلونزا الخنازير

سلسلة مرآة الحقيقة
The Mirror of Truth
الحقيقة الرابعة


قراءة تحليلية في قضية إنفلونزا الخنازير


ملاحظة بسيطة : هذه المقالة منقولة من منتدى شباب مستقبل سوريا ( http://www.shababsyria.org/vb/ ) لمن يريد الإطلاع عليها كاملة


بداية القصة


الإنفلونزا، بكافة اسمائها ومسمياتها ومصطلحاتها التي تتابعت منذ بضع سنين ، ما هي إلا نفس المصطلح والهدف المتضمن واحد ، وإنما تغيير في الاسم والشكل كي يثيروا انتباه العالم أجمع حول هذا الموضوع الذي حير العالم بعد انتشار هذا الفيروس !!


لقد بدأت قصة الإنفلونزا منذ بدء ظهور فيروس انفلونزا الطيور وتحديد مع نهاية عام 2003 وبدء عام 2004 والاهداف واضحة وخطيرة ، إنما هي السيطرة على العالم كافة والشرق الاوسط خاصة ووضع الخطط والاهداف البعيده عن استخدام الالة العسكرية كما فعلو مع العراق الشقيق ، حينما أعلنها بوش بـ حرب تحرير العراق !! ولا أدري ممن يحررونها ، فهدف امريكا واضح هو السيطرة على العراق لما يتمتع بخيرات وفيرة من البترول والمكتشف الى يومنا هذا 25% وهذا يعني امتلاك العراق الشقيق لخير وفير، وما هذه الحرب المجنونة الا للسيطرة على خيرات العراق وتأمين امن اسرائيل ، وما كان من اكتشاف لهذا المرض الا دخول اساليب جديده في عمليه الصراع على المنطقة ، اي استخدام هذا الفيروس ونشره ، وتحقيق هدفين منه أولا اخافة الناس وترويعهم من شده فتكه وما يؤدي الى امراض سرطانية ومنها للوفاه ومن ثم استعادة شركات الادوية عافيتها والتي عانت بعد كابوس أزمة النصب ( المالية ) العالمية وما هي الا ايضا عملية خداع جديده ! لكن هذه المرة بأسلوب أخر ، ربما يتفاجى البعض كيف يكون كل ما يحدث من نصب وتزوير وإحتيال !! ، نعم انها عملية نصب وتزوير للحقائق من قبل صانعي القرار في العالم ، والهدف منه هو عملية سرقة جديده لأموال الخليج ، عبر تجميد أمول مستثمري الخليج والمودعه في البنوك الامريكية ومن ثم على مستثمري الخليج أن ينسو اموالهم وأن يساهمو بعمليه الخسارة التي منيت بها البنوك وايداع أموال جديده في النبوك الامريكية وهذا ما حدث فعلا حنيما جرت جولات مكوكية لصانعي القرار في العالم حنيما زاروا الشرق الاوسط وطلبوا العون والمساعدة !! ، وكل ما جرى نصب واحتيال لا خسارة ولا يحزنون ، وانما اساليب جديده من خداع الرأي العام الدولي ، والعربي بشكل خاص .

نأتي الى مضمون حديثنا . . الانفلونزا !! لماذا انفلونزا الخنازير وبهذا التوقيت بالذات

للأسف ان العرب والمسلمين جميعهم نائمون ولا يحسون وربما لا يستيقظون أبداً رغم ان الفاس وقع بالراس مرات عديده ، بدءاً بالعراق وانفلونزا الطيور ودارفور واغتيال رئيس وزراء لبنان الشهيد رفيق الحريري وحرب لبنان والازمة المالية العالمية وانفلونزا الخنازير واخيرا وليس أخر انفلونزا الماعز والذي ظهر مؤخرا !!


صاحب الفكرة
ان صاحب فكرة هذا المشروع الجديد من الفيروس هو وزير الخارجية الامريكي الاسبق هنري كيسينجر فهو سياسي بارع ويعرف بماذا يخطط لسنوات طويلة


لقد وظف مصطلح الخنازير ، وهذا ما يدلل لمدى الخبث انهم استعانو بتحريم القران الكريم ، كي ينشرو هذا المرض وكي يصدق العرب والمسلمين لحقيقة هذا المرض ودون اي تشكيك ، لكن هذا يدعونا يوما بعد يوم الى اليقظه من هذه المخطط الكبير والذي يهدف الى القضاء علينا جميعا


ومن الاهداف الخبيثة لنشر هذا الفيروس هي


1 / الهاء العالم ومنطقة الشرق الاوسط بكابوس هذا المرض

2/ استعادة شركات الادوية عافيتها ونشاطها ومضاعفة انتاجها من اللقاحات لهذه الفيروسات وانتاج أنواع عديدة من هذه المضادات ولكل منطقة مصدر لها لقاح غير عن المناطق الاخرى

فمثلا منطقة الشرق الاوسط ، يصدر لها أردى أنواع الادوية ( وربما تكون الاغلى بين مثيلاتها ) وانما ليس الامر كذلك فهي تشفي المريض لفترة زمنية محدودة ويعاد له امراض اشد فتكا للأسف وهو العقم والقضاء على خصوبة الانسان ، وحدوث الامراض والاورام السرطانية وهذا ما يدلل على اهمية القضاء على الانسان العربي بأسلوب جديد بعيد عن الحرب والقتل والدمار ، واستخدام اساليب تكون اوفر ماديا ، وان كانت الحروب التي شنتها امريكا هي بأموال العرب ، لكن هذا النوع من الوباء لا يهيج الراي العام الدولي ضد أمريكا كما حدث ايام حرب العراق حينما ثار العالم كلها ضد سياسة امريكا

3.العدوانية وهذا يدعونا دوما الى فهم ما يجري من خطط واهداف خبيثه

الدور الاعلامي


لقد لعب الاعلام الغربي الموجه لدول المنطقة دوره الكبير في جميع ازمات المنطقة ، فلنعود الى سنوات قليله بعد حاثه البرجين في أيلول كيف وظفت امريكا الاتهام ضد تنظيم القاعده رغم ان قصة القاعده وإخراجها من صنع أمريكا وبتمويل اعلامي عربي ناطق باللغه العربية ، ووظفته لأهدافها وغاياتها في احتلال أفغانستان وبعدها تضخيم دور العراق وامتلاكه لأسلحه الدمار فما كان من غزو العراق الا احكام السيطرة وتطويق دوره كي لا يكون يوماً من الأيام قلقا على كيان اسرائيل الغاصب وسرقة خيراته من البترول ولعب الاعلام حينها دور الكبير وفي تضخيم العراق وكأنها أشد فتكا وعدوانا من أمريكا ! بعد ذلك برزت قصة الانفلونزا بدءاً الطيور وقد تحدثت عنه بالاعلى والاهداف والاسباب التي انتشر من أجلها ، بعد ذلك دارفور ولماذا برزت هذه المشكلة فجأه . . لأن دارفور تحتوي على خيرات وفيرة من البترول والمعادن ولهذه الاسباب اصبحت وجبه مهمه لدى صناع القرار في واشنطن وللتغطية على جرائمهم في العراق وأفغانستان وكي يكون الاعلام المنتقد لدور امريكا بالمنطقة بعيدا هذه المرة ويكون مهتما بقضية دارفور ، وما قيل عن الانسانية وحقوق الانسان كلها اكاذيب للوصول للغايات والاهداف التي وضعوها ليصلو لغاياتهم .

بعد ذلك فتنه اغتيال رئيس وزراء لبنان الاسبق رفيق الحريري ، ما كان من هذا الاغتيال الى فتنه كبرى كي يقيدوا دور سورية في المنطقة وإدخالها بدوامة جديده من العنف ، لكن ذهلو بصعود دورسورية اكثر فأكثر وتنامي مشروع المقاومة ضد الاستعمار الحديث وأصبحت عامل استقرار والرقم الاصعب في المنطقة ، وما كانت من المصالحات العربية الاخيرة مع الاشقاء في السعودية وزيارة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري الى دمشق الا دليل أكبر على فشل الاستراتيجية الامريكية في قرارها عزل سورية عن محيطها العربي والاقليمي ، وبأمكانها تغيير مجريات الامور كما حصل وتلاشى دور أمريكا في منطقتنا

وأخيرا ، ماذا بعد كل ما جرى من ازمات مفتعله من قبلهم لخدمة مشاريعه واهدافهم الاستعمارية

ويبقى السؤال ! أزمات تتلو أزمات .. ماذا بعد ؟؟

بقلم عضو نشيط في منتدى شباب مستقبل سوريا

الجمعة، مارس 19، 2010

البدعة القاتلة ( التكفير )

سلسلة مرآة الحقيقة
The Mirror of Truth
الحقيقة الثالثة



 

البدعة القاتلة ( التكفير )



تطل علينا وجوه كل يوم لتخبرنا أن فلان ما كافر وأن جماعة ما كافرة ، وأن كل المذاهب كافرة ، وأن جميع البشر في الأرض البالغ عددهم سبعة مليارات شخص كفار فاسقون ، مستباحو المال والدم والعرض ، وتقوم الدنيا ولا تقعد حول هذا الموضوع الذي يعتبر من أتفه الموضوعات التي يعاني منها العرب والمسلمون مقارنة بالأحداث العظام الجسام التي يتعرضون لها ، فترى هذه الجماعات لا هم لها إلا تصنيف البشر من المسلم ومن الكافر ، وفي نظرهم أن جميع البشر من عهد آدم إلى قيام الساعة كفار ، إلا هم ومن يسيرون على طريقتهم ، وكأن هذا الدين جوهره وذروة سنامه التكفير ، فما أن يفعل شخص ما فعلا ، إلا ويثور هؤلاء التكفيريون ليلصقوا الكفر بظهره ، ويقولون عنه مبتدع مخالف للسنة والقرآن ، وتحل لعناتهم عليه لمجرد أن لبس حذاء ( أديداس ) في الصلاة ، أو استعمل السواك قبل مغرب في رمضان ، أو لبس جينز أو وضع قبعة وهو يزكي ، أو تزين بسوار في يديه .




أهذا هو الدين بنظرهم ، أن ينصبوا المجالس ويحكموا على الناس بما يظنون ، وكيفما يشتهون ، وما تملي عليهم رغباتهم وعقولهم ؟ أهذا هو الدين الحنيف الذي ارتضاه الله لبني البشر ؟ يأمر بتكفير كل الناس لمجرد شبهة ؟ إن هذا الدين العظيم الذي لم يعرف أحد كنهه وجوهره ولبه إلا الأتقياء والصالحون ، لهو دين السماحة والعفو والرفق ، فكما امرنا الله بالرفق مع الحيوان الأعجم ، فالرفق ببني البشر أولى واهم ، وهذا الدين قام على النصيحة والدعوة الحسنة ، ورفض كل أشكال السب والطعن والتكفير والإساءة إلى الآخرين ، إن هذا الدين العظيم يرفض بشكل قاطع أي سبب يؤدي لفرقة المسلمين ، فهو يرغب في بقائهم مجتمعين ، وأي سبب يجعل المسلمون يتفرقون أعظم من قضية التكفير؟




ولكن لننظر إلى الموضوع من زاوية أخرى ، إن هؤلاء المكفرين ( التكفيريين ) لأي منهج يحتكمون ، ولأي دليل يلجئون ؟ فهل في كتاب الله وسنة رسوله ما يؤيد التكفير ، هل حكم الرسول على أشخاص ما بالكفر نتيجة مخالفتهم أحكام الدين ؟ هل قرر الصحابة أن فئة ما كافرة لأنها تخالف نهجهم ؟ كلا هذا لم يحدث ، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( أيما رجل قال لأخيه يا كافر ، فقد باء بها أحدهما ) أي أحد الشخصين سيكون كافرا لا محالة إما القائل او المستمع ، فلماذا نضع أنفسنا في موضع احتمال أن نصبح نحن الكفار ؟؟  ، ولقد اشتد الخلاف وعظم بين معاوية وعلي رضي الله عنهما فلم يكفر أحد منهما الآخر ، بل بقي بينهما نوع من الود و الاحترام القائم بينهما ، فلماذا نكفر مذهب السنة والجماعة ؟ ولماذا نكفر الشيعة ؟ ولماذا نكفر الدروز والعلويين ؟ إننا جميعا مسلمون تحت راية هذا الدين على اختلاف فكرنا ، بل إنه لا يحق لنا أن نكفر المسيحيين ولا اليهود ، فمرد هذا الأمر إلى الله عز وجل ، هو الذي يحكم يوم القيامة بما يشاء وبما يعرف ؟ أما نحن فحدود صلاحياتنا في أمور الأحكام فقط ، فنحن نعاقب الزاني إذا ثبت زناه ، ونعاقب السارق إذا ثبتت سرقته ، ونعاقب شارب الخمر إذا ثبت شربه للخمر ، ولا نكفر الرجل لمجرد التشكيك في دينه.




لنتق الله فيما نفعل ، وليظهر هؤلاء ليعلنوا أمام الله وأمام الملأ أنهم مخطئون نادمون ، فالإعتراف بالذنب فضيلة ، والساكت عن الحق شيطان اخرس ، ولنكن جميعا تحت راية الدين الحنيف ، ولنطو صفحة من أقسى الصفحات في حياتنا ، ولنلغ إحدى المشاكل التي نعاني منها ، وليكن الله بين أعيننا وفي قلوبنا نحتكم بحكمه ونرضى بنهجه ، ولنحب أعدائنا ، ولنبارك لاعنينا ، وكما قال المسيح عليه السلام : من ضربك على خدك الأيمن فادر له خدك الأيسر ، ولم يقل : من ضربك على خدك الأيمن فكفره وأخرجه من الملة !!!!

ثقافة ضرب الأبناء

سلسلة مرآة الحقيقة
The Mirror of Truth
الحقيقة الثانية


ثقافة ضرب الأبناء



في كل يوم من أيام السنة البالغ عددها ثلاثمائة وخمسة وستون يوما ، أسمع ويلات وصيحات من جيراننا ، أصوات صراخ من فتى لا يبلغ عمره عشر سنوات يصيح طالبا الرحمة من أبيه كي يتوقف عن ضربه ، وتتعالى أصوات فتاة في يوم آخر وهي تقبل يد والدتها تترجاها كي لا تعاقبها ، وفي بيت آخر أعلم أن الوالد يحتفظ بعصا مصنوعة من الخيزران ، ينزل فيها ضربا على عظم ولده لأنه تأخر عن البيت عشر دقائق ، أو أتى بنتيجة لم تعجبه في الامتحان ، أو اتصل بابنه صديق في وقت راحته ، مئات وآلاف الحجج والتبريرات تصدر من الوالدين تبرر سبب الضرب ، ومن قال أن الضرب فيه منفعة ؟ ومن قال أن الضرب يحل مشكلة ؟ إن الضرب بحد ذاته مشكلة ، مشكلة كبيرة تتنامى في المستقبل إن لم تعالج فورا ، إن كلا منا يخطئ ، فالإنسان بطبعه خطاء ، ولكن هل نستحق كل هذا الضرب والسلخ والرفس نتيجة خطأ صغير يكفي التأنيب أو الحرمان من حله ؟ منذ يومين أو ثلاثة رأيت صديق لي وهو يعرج ، فسألته عن السبب ، فقال والدموع تنهمر من عينيه أن والده هجم عليه يضربه ويرفسه لأنه رآه يشاهد التلفاز بدلا من أن يدرس ، هذا الموقف هو الذي دفعني لكتابة هذه الكلمات الصغيرة التي تترجى الوالدين أن يكفا عن جميع أشكال العنف والضرب ضد أولادهم ، إن الضرب الذي يتعرض له الأبناء كل فترة يرسخ في أذهانهم كي يعيدوه لوالديهم عن الكبر ، فهل علمتم الآن سبب عقوق كثير من الأبناء لآبائهم عند الكبر ؟ إنه يرجع إلى أيام الطفولة ، عندما كان يتعرض لعنف والده بسبب أشياء تافهة لا قيمة ، لقد أقسم صديقي يوما ، وظل يحلف بالله أنه يكره أباه ؟ أمر استغربت منه !!! شاب يكره أباه ؟ تفكرت في الأمر بروية كي أحكم إن كان فعل هذا الصديق صحيح أم خاطئ ، فاستقر رأيي على أن الأب يتحمل جزءا من الذنب في هذا الموضوع ، وأنه هو السبب المباشر في نشوء هذه العاطفة التي لا يستطيع الشاب أن يتحكم فيها أو أن تزول.


لقد أثبت الطب الجسدي ، وقبله الطب النفسي ، على خطورة الضرب على صحة الأبناء النفسية والجسدية ، فيقول أحد الأطباء أن الضرب على الخد ( ضرب الكف باللهجة العامية ) كفيل بأن يصيب الطفل بالغباء أو البله ، وأن الضرب على الرأس أو الرقبة يسبب شللا للطفل إن أصاب موقعا محددا ، وطبيب أخر يقول أن ضرب الطفل بعصا على رجليه أو يديه ، قد يؤول في النهاية إلى شلل نصفي أو فقدان الشعور والإحساس في هذا الموضع ، وأن مجرد هز الطفل بقسوة أثناء العقاب لا بد وأن يفقد الطفل اتزانه أو ينفجر أحد شرايين العيون أو المخيخ ، وأن شد الشعر للبنت قد يصيبها بالتهابات في بصيلات الشعر أو تورمات في أماكن معينة من الجسم ، فهل هذا ما يرجوه الوالدين من ضرب أبنائهم ، أن يصابوا بعاهات مستديمة تبقى آثارها النفسية والجسدية محفورة في القلوب ؟


أما موضوع الطب النفسي مع الضرب ، فلا يقل خطورة عما ذكرناه ، فالعنف مع الأطفال غالبا ما يؤدي لأمراض نفسية شديدة الخطورة على نفسية الطفل ، فالألم النفسي المستمر في مشاعر الطفل ، يؤدي به إلى العزلة أو الكآبة أو حتى الخوف ، إذ إنه يخاف أن يفعل أي شيء لكي لا يتعرض لأذى والده ، فيؤدي إلى موت الإبداع فيه ويصبح كسولا خمولا، وربما أصابه في المستقبل بنوع من الهستيريا أو الصرع ، والبنت التي تتعرض لشد في الشعر مما يؤدي لتساقطه ، قد تصبح في المستقبل ناقمة على حياتها ، مريضة بعدم الثقة أو الخوف من الآخرين ، وربما أصبح الطفل في عداد المجرمين لأن العنف انتقل إليه فرآه حسنا وطريقا مباشرا لتحقيق الأهداف ، لا يبالي أكان العنف جيدا أم سيئا ، إن كل مشاكل العالم مع العنف ، وما نراه من جرائم ، قد يعود بطريق غير مباشر إلى سلوك الوالدين مع هذا المجرم عند الصغر ، فيسوء سلوك الطفل عند الكبر ويقع إما مريضا نفسيا مكتئبا خجولا لا يخالط الناس ، أو فريسة لعصابات المجرمين لا يخشى حتى القانون.


إنني في هذا المقال أناشد جميع الآباء كي يستبدلوا العنف باللين ، فالعنف لا فائدة له إلا الأمراض أو العاهات ، أما اللين أو العتاب أو الرفق أو التأنيب فهو كفيل لإصلاح الطفل وتوقفه عن ممارسة الخطأ ، والتجربة خير دليل على صحة المقولة ، فانا والحمد لله لم أتعرض يوما لضرب مبرح من والدي أو والدتي ، إذ كان التأنيب في حقي كفيل لأن أتوقف عن التراجع عما فعلت ، فأرجو ذلك رجاء حارا نابعا من قلب مخلص كي ينتهي العنف بين العرب ، ويصير الرفق والسماحة مظهرا شائعا بيننا ، علنا نصلح قليلا مما نعاني منه ، وننتهي من مشاكلنا التي لا تنتهي !!!

الخميس، مارس 18، 2010

في خطر الضياع

سلسلة مرآة الحقيقة
The Mirror of Truth
الحقيقة الأولى



في خطر الضياع







أشلاء قتلى هنا وهناك ، جثث تطفو فوق انهار الدماء ، منازل متهدمة على مد البصر ، سماء تضيء بقنابل متوهجة ، هذا ما شاهدته عندما فتحت التلفاز في بداية عام 2009 ، ظننت ان ما شاهدته هو مقطع فيلم يعرض على قناة فنية أو أجنبية ، لكن الحقيقة التي اكتشفتها ان تلك المناظر ما هي إلا نقلا عما يحدث في فلسطين ، وتحديدا في غزة أثناء حرب الكيان المغتصب عليها ، بدأت سنتي الجديدة بمآسي لأخوان لي هناك ، لأطفال ورجال ونساء يدينون بعقيدتي وينتمون لعروبتي ، هؤلاء الذي يعيشون في فلسطين وغزة والضفة ، وملايين اللاجئين في جميع دول العالم ، قد سحبت هويتهم ، وهجروا من أراضيهم ، وطردوا من بلدهم ، ليعيشوا لاجئين هنا وهناك ، هذا ما يحدث بالضبط منذ ستين عاما لأبناء فلسطين ، الذين ذاقوا المر والصعب من أجل قضيتهم ، في حين غفل العرب عن مناصرتهم ، لماذا يحدث ذلك ؟ لماذا يحدث كل ذلك في فلسطين ، أليست فلسطين بلدا عربيا قبل ان يكون إسلاميا ، أليس هناك في فلسطين مئات المقدسات الإسلامية والمسيحية وحتى اليهودية ، التي تتعرض كل يوم لنهب وسلب من اليهود الملحدين الذين لا يريدون السلام للعالم ، أليس المسجد الاقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين في القدس ، أليس من واجبنا أن نقف يدا بيد على اختلاف اعتقاداتنا ، لمناصرة اخواننا في الإنسانية والعروبة ؟ أليس من حق هذا الشعب أن يحيا حياة كريمة مثلما نعيش نحن ؟ أليس من حقه ان يتعلم في الجامعات ، ويسكن في فلل فاخرة ، ويركبون سيارات فارهة ، مثلما نفعل نحن ؟ أليس من حقه أن يأكل أطيب الطعام في افضل المطاعم ، ويلبس أجمل الثياب وأرقاها ؟ أليس من حقه أن يحيا حياة كريمة عادلة غير ظالمة ؟



بالأمس القريب ، في العام الفائت ، تم اختيار القدس عاصمة للثقافة العربية ، وأي عاصمة تلك ؟ التي ما أن تم اختيارها عاصمة للثقافتنا  ، حتى هب الجنود الصهاينة لتدمير وإزالة أحياء سكنية برمتها ، وتشريد آلاف السكان منها ، ووضعها تحت الوصاية اليهودية ، لتتحول عاصمة الثقافة العربية إلى عاصمة لليهود يسرحون ويمرحون بها كيفما يشائون ، فحفروا أنفاقا للمسجد الاقصى ، كي ينهدم ويختفي من الوجود ، هذا ما يحدث لمقساتكم العربية يا أيها العرب المسلمون ، فضلا عما يحدث للكنائس والأثار المسيحية ، كل هذا يحدث بصمت من العالم ، وصمت من العرب قبل الآخرين ، فلا هم يحركون الجيوش ، أو حتى يبادرون لإنقاذ هذا الشعب الأبي العظيم ، وشعوبنا لاهية منشغلة بأشياء تافهة ، يتابعون أحدث الافلام ، ويبحثون عن أرقى الموضات ، ويستمعون لأجدد الكليبات ، أهذا ما وصى به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم عندما قال : ( من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم ) ، بأبي انت وأمي يارسول الله ، صدقت فانظر ماذا يفعل المسلمون اليوم ، الخطر يحدق بهم من جميع الجهات ، وهم نائمون غافلون لاهون.



في وقت ما من التاريخ البعيد ، سقطت القدس بيد الصليبيين ، وارتكبت بحقهم أفظع الجرائم ، كما يحدث الآن ونشاهده على شاشات التلفاز ، وبقيت القدس بأيديهم تسعين سنة ، حتى أذن الله بتحريرها على يد القائد المحنك صلاح الدين الأيوبي ، ولم يكن تحريرها صدفة أو وليد لحظة ، بل كان هناك تمهيد كبير ، وعمل استمر عشرات السنين ، فقد أقيمت شعائر الدين في جميع أراضي المسلمين ، وتوحدت البلاد الإسلامية تحت راية واحدة وحاكم واحد ، وتصافى المسلمون وأذابوا خلافاتهم ، وأصبحت القلوب حقا مهيأة لنصر الله ، فكان النصر العظيم ، واستعادت القدس مكانتها بين المدن والأراضي.



أيها الإخوة الاعزاء ، أيها الشعب الكريم الذي تعودنا ان يمد يده المعطاء لنصرة الحق والمظلومين ، إن علينا واجبا هاما ، لا يقل عن واجباتنا الدينية الأخرى ، علينا واجب الوقوف بجانب فلسطين ، نصرة اخواننا هناك ، نصرة مقدساتنا ، نصرة تاريخنا الذي يداس بالاقدام ، نصرة حقنا الذي يضيع بين أمواج الظلم والاستبداد ، إن واجبنا قبل كل شيء أن ندعو دعاء صادقا ان ينصر الله أهالينا في فلسطين ، أن نمدنا بالاسباب التي تعيننا على استرجاع ما ضاع منا ، وأيضا يجب علينا نصرة أهلنا هناك بكل الوسائل التي نملكها ، التبرع والخطابة والشعر والكتابة والصحافة ، حتى أنه يجب علينا ان نقوم بإنتاج أفلام تبين خطر اليهود وما يحدث في أرض المحشر والمنشر ، فكل حسب استطاعته ، وعندما يرى الله منا النية الصادقة ، والحماس الواثق بقدرته ، ثقوا تماما أن النصر آت لا محالة ، فاللهم انصر اخواننا هناك في فلسطين ، وفي كل بلد يتعرضون فيه للعذاب يارب العالمين.