سلسلة مرآة الحقيقة
The Mirror of Truth
الحقيقة السادسة عشر
مملكة سدوم
(: (: لم أستطع العثور على صور مناسبة لأضعها في تلك المقالة ، لأن جميع الصور المتعلقة بالموضوع تخدش الحياء :) :)
لا احد في هذه الدنيا يستطيع إقناعي انه لم يلوث عينيه بتلك المناظر التي تعرضها قنوات الأفلام الأجنبية ، أو لم يتابع فيلما موبوءا مليئا باللقطات الفاحشة والمناظر المثيرة الساخنة ، أو أنه لا يحفظ أسماء أولئك الساقطين أخلاقيا الذين لا يسترهم شيء ، والذين تمتلئ بهم الصحف والمجلات ، ويتخذهم الشباب والفتيات قدوة لهم ، أو لا يحتفظ بصور لهم في محفظته أو خزانته ، إن لم يكن في قلبه وذاكرته ، إن كلا منا على الأقل قد فعل إحدى الاحتمالات السابقة ، ولا عجب في ذلك ، فما يخطط له الغرب أقوى مما نتخيله ، يخطط لانهيارنا أخلاقيا ، يخطط لإيقاعنا في وحل الرذيلة ، يخطط ليل نهار لتكبيلنا بحبال الشهوة والرغبات الكامنة ، ومن أين تنبع تلك الموبوءات ؟؟ إنها تنبع من مدينة سدوم الحديثة ، مدينة هوليود ، أرض الرذيلة والفاحشة !!!
وسدوم الأصل مدينة معروفة بالإضافة لأربع مدن تحيط بها ، اشتهرت منذ آلاف السنين بفعل الفاحشة التي تنفر منها الطباع السليمة ، كانت مشهورة بالمثلية الجنسية ، فعل الفاحشة مع نفس الجنس ، ومعلوم أيضا أن الله جل جلاله قد بعث إليهم نبيه لوطا ، ولكن أنى لهم أن يتوبوا ، وقد تشبعوا من نتن تلك المعاصي الموبقات ؟؟ وأنى لهم أن يتراجعوا ، وقد تملكتهم تلك الانحرافات ؟؟؟ فحاولوا طرده من مدينتهم ، فطردهم الله من كل رحمة وصف بها نفسه ، فقلب مدينتهم وأمطرهم حجارة من سجيل ، وجعلهم – بإذنه تعالى حطبا لجهنم – ونجى الله المخلصين ، وخلد اسمهم في التاريخ.
ومع أن القصة قد انطوت وانمحت أسفل البحر الميت آثارها ، إلا أن الغرب اليوم قد كثف جهوده لبعثها من جديد ، وإحياء ذكراها في النفوس ، فبنى مدينة وأسكن فيها أرذل أهل الأرض ، وأفحش أهل الدنيا ، نساء ورجال يفتخرون بالمتعة ، ويمارسون الخجل أمام الأضواء ، ويفعلون الفاحشة أمام العيون ، ولا يجرؤ أحد على منع ذلك أو الاعتراض عليه ، بل يأتي الجميع مصفقين لما يبرزوه ، ومشجعين لما ينتجوه ، وكأن الإنسان منهم تحول لحيوان أعجم يسير وفق شهواته وتحكمه رغباته الكمينة ، مع أن الحيوان يسير وفق فانون إلهي ، إلا أنهم أصبحوا يسيرون على قانون شياطينهم.
إن الفن في حد ذاته ليس بحرام ، بل هو واجب ، لو كان يشير إلى ما يخدم المجتمع ، ومباحا لو كان مجرد تسلية ، شأنه شأن باقي المباحات ، أما أن يتخذوا الفن رداء لنشر الرذيلة ، وإشاعة الفاحشة ، فهذا أمر لا يقبله ذو عقل وضمير ، لا يقبله من كان في قلبه مثقال غيرة على شباب وبنات المجتمع ، بجميع طوائفه وكافة أديانه ، فهؤلاء الساقطون ليسوا مسيحيين أو يهود أو حتى مسلمين ، إنهم كفار ملحدون ، ملحدون بكل ما هو فطري وما هو سوي ، ملحدون بالقيم الحميدة التي أرسلت في جميع الديانات ، ملحدون بالله وبكل رسالاته ، أما الفن فهو منهم بريء ، وليس باعثا لهم ليمارسوا ضلالاتهم فيه ، فالمسرح والتمثيل وحتى الغناء ، هي رسالات اجتماعية لتعزيز الأخلاق ، كما قد تكون رسالات لهتك الأعراض.
بل إن مشاهدة الأفلام بحد ذاتها ، لا شيء فيها ، إذ أن معظمها يرمز لعلم أو ثقافة ، تاريخ شعوب وحضارات أمم ، وتطور بلدان وتخلف دول ، فهي متشعبة ، منها ما هو تاريخي ، وأيضا علمي وثقافي ، ومنها ما هو تنبؤ للمستقبل ، أو نقلا عن الماضي ، أو إحياء لذكرى من نسيهم التاريخ ، فأنواع الأفلام كثيرة ، لأنها أقصر طريق لإيصال الفكرة للعقول.
إننا أمام تحد جديد ، قد يفرض علينا بالقوة ، وقد نلغيه نحن بالقوة ، علينا أن نربي أنفسنا على الاحتشام ، احتشام العين والأذن والأخلاق ، لا مانع من مشاهدة تلك الأفلام ، لكن واجبنا أن نتعامل معها بحكمة ، نتعامل معها بدراية ، نتحكم نحن بها ، لا أن تتحكم هي بنا ، والأهم من ذلك صدق القلوب ، ومحاربة أولئك الفاسدين ، فلا نقيم لهم وزنا ، ولا نشعرهم بمقدار ، وأقصد بالفاسدين أولئك المعروفون بالإثارة والرذيلة ، إذ أن كثيرا من الممثلين والفنانين فاضلون ، وصفحتهم بيضاء – كما يقولون – فهؤلاء لا غبار لي عليهم ، أقدر رسالتهم التي يريدون إيصالها لي ، أما رسالة أولئك المخربين ، فمصيرها في نفسي إلى سلة المهملات.
إن كثيرا من الشباب قد أصبح مستثارا جنسيا ، لأقصر لقطة وأقل تلميحة تراه قد اهتاج وثار ، وما ذلك إلا نتيجة لذلك الوباء الذي انتشر ، أما في بلادهم ، فإنك ترى ذو عشر سنين وهو يتكلم بكلام يستحي الرجل أن يحدث به زوجته ، أصبح هذا الطفل بنظرهم مثقفا متعلما واعيا ، ونحن كما نحن ، نركض ورائهم ، محاولين تقليدهم ، ظانين أن معرفة تلك الأمور من شانها أن تخفف من وطء المستقبل ، لكن الحقيقة أن المستقبل سيكون أكثر وطأة مما نظن ، لكن إرادة الله فوق كل إرادة ، فهم يمكرون ، والله في علاه يمكر ، ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين !!!
هناك 3 تعليقات:
موضوع جيد، جزيت خيرا ..
يعطيك العافية
أحيانًا (بل وكثيراً في هذا العصر) ما يكون مثل هذه الأمور قانونية .. لكنها غير أخلاقية أبدًا
الله يقوينا لوقف هذا الانجراف وراء الغرائز
يعطيك العافية شيخي...
الله يديمك علينا..
بسم الله عليك وحوليك..
إرسال تعليق