تم الإنتقال إلى الموقع الجديد

أعزائي القراء ، تم الإنتقال إلى الموقع الجديد بعنوان

www.truth-mirror.webs.com

تابعونا هناك أيضا ولكم جزيل الشكر

© CopyRight

حقوق النسخ والنشر محفوظة بموجب القوانين البروتوكولية لمالك هذه المدونة ، بينما يسمح بنسخ محتويات المدونة بشرط ذكر رابط المصدر أسفله ( www.truth-mirror.blogspot.com )









الجمعة، مايو 14، 2010

في ظل النكبة


سلسلة مرآة الحقيقة
The Mirror of Truth
الحقيقة العشرون


في ظل النكبة
" في الرابع عشر من أيار / مايو عام ألف وتسمائة وثمانية وأربعين ( 14 / 5 / 1948 ) ، كان إعلان الدولة اليهودية على أرض فلسطين ، وبعدها بيوم ، كانت نكبة العرب وانهزامهم "




 

منذ قرن أو يزيد ، فوجئ سكان تلك المنطقة بغربان متوحشة ، هاجمتهم وقررت العيش بينهم رغما عنهم ، دافع أهل المنطقة عن بلدهم بشراسة ، مانعين الغربان من السكن فيها ، لكن القوة غلبت الشجاعة ، فانتصر الغربان وبدأوا ببناء أعشاشهم ، وتتوالى الأيام والسنين ، ويأتي غراب كبير ، ذو عقل صغير ، ويجمع الغربان ويقول لهم : أبنائي الكرام أعدكم أن أهديكم أرضا لا أملكها في تلك المنطقة ، وأن أبني لكم عشا كبيرا أسميه إسرائيل ، وسأبذل جهدي في محو فلسطين من الوجود ، كان هذا الغراب هو ( بلفور ) في وعده المشؤوم لبناء دولة للغربان على جثث العرب والمسلمين ، واتفقت جميع دول الغربان في أوروبا لمساعدة تلك الحثالة في بناء دولتهم ، وجمعت الأموال وجيشت الجيوش ، وحاربت العزل في فلسطين ، وأذاقوهم مر الحرب والدمار ، حتى تحقق لهم ما أرادوا ، وبدأوا يحضرون لإعلان استقلالهم ، إعلان دولتهم ، إعلان عشهم الذي بني على شهداء القسطل وجنين ، وشهداء القدس ونابلس وحيفا ويافا ، شهداء غزة والنقب وعسقلان ، شهداء طبريا والصفد والرملة ، نعم بدأوا يحضرون لإعلان عزهم ، إعلان مجدهم ، مجدهم الذي قال لهم : أرضك يا إسرائيل ، من الفرات إلى النيل ، ولو على حساب الشعوب والأرواح ، هذه هي دولتهم ، وهذا هو عزهم ومجدهم ، يقتلون الجميع ليبقوا ، ويطردون الجميع ليعيشوا ، يزعمون أنهم أصحاب أرض ، والأرض من تحتهم تكرههم وتمقتهم ، بل تلعنهم وتتمنى زوالهم ، يتقولون أنهم أصحاب تاريخ ، والتاريخ أنكر وجودهم ، ورفض هويتهم ، لكن المكر والدهاء ساعدهم وذلل عقباتهم ، فأصبحوا مستعدين للمستقبل ، جاهزين للاستقلال ، مهيئين أنفسهم للفرحة الكبرى.

 
قبل اثنين وستين عاما من اليوم ، كان إعلان الدولة اليهودية ، تلك الدولة الحاقدة ، التي أذاقت منظماتها الإرهابية وحركاتها المتطرفة ، الويل للعرب ، قتلت كل من وجدته أمامها ، وذبحت لك من وافقها أو عارضها على السواء ، إنها دولة تكره العدل ، تكره الحرية ، تكره البشرية والجميع ، إنها تريد أن يفنى الجميع ويعيشوا ، تجبر الجميع على خدمتهم ، إنها رمز للاستبداد والظلم ، هي وجميع من يساعدها من الشرق إلى الغرب ، وسقطت فلسطين ، وظهرت النكبة ، نكبة العرب الذين لم يستطيعوا أن يعيدوا الكرامة لمن فقدوها ، نكبة أمة سلبت حقوقها وهي عاجزة على استردادها ، نكبة حضارة داس عليها الجميع بأقدامهم ، نكبة تاريخ محي وزور كذبا وبهتانا.

 
إن إسرائيل رمزا للعدوانية ، ورمز للسجن ، رمز لسلب الحقوق ، ورمز للتزوير ، إن أي دولة في العالم قامت على يد أبنائها المخلصين ، الذين بنوا وجدوا وبذلوا الغالي في سبيلها ، أما إسرائيل ، فهي دولة قامت على أنقاض حضارة ، أنقاض شعب كامل ، فكانت النكبة ثم النكسة ، والذل ثم المهانة ، وأصبحت تلك الشرذمة هي المسيطرة على المنطقة ، تتحكم بالجميع كيفما تشاء ، وتعلب ما تريد بمن تريد ، ونحن ساهون غافلون لاعبون.

 
إن أمامنا المستقبل كله ، وتحرير فلسطين يقع على عاتقنا بعد أن انتزعه الله من أعناق آبائنا وأجدادنا ، فكل فرد منا عليه أن يعد العدة ، ويجهز نفسه ، لتحرير السجين ، وتدمير ذلك الطوق الكبير المفروض على شعب فلسطين ، وطرد اليهود من المغتصبات ، وذبح الغربان في أعشاشهم ، لتعود على الأقل وحدتنا وكرامتنا ، وعزنا ومجدنا ، ولا يستهين أي فرد منا بتلك الأمانة العظيمة ، التي زرعها الله في رقابنا منذ ولدنا ، فتلك الأمانة غالية ، وأرواح شعب فلسطين في أعناقنا إلى أن نموت ، واجب علينا نصرهم بما نملك ، ومساعدتهم بما نستطيع.

 
في تلك الذكرى المشؤومة ، نعيش أيام حدثت قبل اثنين وستين عاما ، كانت بداية لنهاية هذه الأمة ، التي فقدت وزنها بين الأمم ، وأصبحت عالة على الجميع ، إن العرب هم السبب ، وهم المسؤولون أمام الله عما حدث ، ومن حاسبه الله عن تلك الأمانة فقد هلك ، ومن ألبسه الله سبب الذل الضياع فقد انتهى ، ومن ضيع الأمانة فلينتظر عقابا طويلا ، ولا نستطيع أن نقول الآن إلا الدعاء للمظلومين هناك ، بأن يفك الله أسرهم ، ويرجع عزهم وكرامتهم ، وأن ينعم علينا بأيام تعيد لنا حقنا ومجدنا ، كما ابتلانا بأيام فقدنا فيها هيبتنا وقوتنا.









اللهم إنك تعلم ما جرى ، فاحكم بيننا بما ترى














هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

مشكور صلاح

...

الله يجعل تحرير فلسطين على أيادينا..

آمين..