سلسلة مرآة الحقيقة
The Mirror of Truth
الحقيقة السادسة
لماذا ألمانيا ؟
سلسلة مقالات حول التفسير الحقيقي لألمانيا ونهضتها وحضارتها الحديثة
تعد ألمانيا ( ومن قبلها اليابان ) نموذجا للدولة العصرية المتحضرة المتقدمة ، التي استطاعت خلال فترة وجيزة لا تتعدى الخمسين سنة ، أن تكون أكبر قاعدة اقتصادية في العالم ، وتستطيع أن تتحكم فيه ، من خلال كبرى الشركات التي أنشأت على أراضيها ، والتي تطرح في السوق منتجات وبضائع تنافس المنتجات الأمريكية والأوروبية ، وتعد أفضلها ، فلا احد ينكر فضل ألمانيا في آلاف الاختراعات والعلماء التي جادت بهم على الإنسانية ، ولا يعترض مخلوق على قوة حضارتها وتقدمها العلمي ، والرفاهية التي تصدرها للشعوب الأولى ، وكذلك الحرية التي يتمتع بها كل فرد فيها ، وجميع المقومات اللازمة للتطور والرقي والازدهار.
لقد عاشت ألمانيا كوابيس عدة في منتصف القرن العشرين ، أعظمها هو الانهزام الذي منيت به في الحرب العالمية الثانية ، ومن قبلها الأولى ، حيث دمرت تدميرا وحشيا قاتلا من قبل دول الحلفاء الشرسين ، الذي لم يراعوا فيها إلا ولا ذمة ، وقصفت مدنها بالقنابل التي عرفها العالم لأول مرة في تلك الحرب ، كما تلوثت بيئتها ببقايا السموم العسكرية ، والمخلفات الحربية ، وتنازع المنتصرون عليها ، فاستولت روسيا على شرق ألمانيا ، وأسست دولة ماركسية مارست الإرهاب وفرضت الجهل على سكانها ، وأردت بحضارتها إلى أسفل السافلين ، كما استولت فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة على القسم الغربي منها مؤسسة دولة رأسمالية علمانية حصرت الثروة والإنتاج في أيد قليلة فحرمت الباقي من لذة الحياة ، إلا أن هذا لم يدم طويلا ، فقد نهضت ألمانيا فورا عقب الحرب ، ونفضت آثار المعارك عنها ، ولم تمض سنتين حتى أعادت بناء البنية التحتية لمدنها ، وأرجعت بناء جميع المدن المتضررة ، فأصبحت قادرة على الوقوف في وجه التغيرات والعولمة ، ثم بدأت في مطلع الخمسينيات ببناء أعظم قوة اقتصادية أوروبية ، فأنشأت الشركات الكبرى ، وبدأت تسجل براءات اختراع ، وتسهم في ظهور الاكتشافات ، وظلت شيئا فشيئا تتدرج نحو القمة ، حتى وصلت في الثمانينيات إلى قمة مجدها ، وتربعت على عرش الاقتصاد ، وأصبحت إحدى الدول الصناعية الكبرى ، وإحدى مجموعة الثماني المتحكمة في اقتصاد العالم ، ولم تزل إلى اليوم تعتبر من أفضل الدول في العالم تقنيا وحضاريا وثقافيا ، وجميع البشر يفضلون الهجرة إليها ، لتقديرها للعمالة والعمل ، وحبها في زيادة الإنتاج ، واحترامها للعلم والعقول المبدعة.
إن أهم ما يميز الشخصية الألمانية عن غيرها من الشخصيات الأوروبية المجاورة لها ، حرصها حرصا تاما على الجد والعمل والإخلاص فيه ، والتفنن والإبداع به ، فالفرد الألماني لا يوجد في قاموسه أي ذكر أو تعريف للأمور التافهة ، إذ يستحيل عليه أن يتعرض ويمارس شيئا تافه أو يهتم به ( كما يفعل الكثير من العرب إذ أن حياتهم سلاسل من التوافه ) ، والإنسان الألماني مخلص لقضيته و عمله حريص على إتمامه وإتقانه ، كما أن بناء النفسية في الشخص الألماني يجعله ذو ثقة بنفسه ، فلا يخجل ولا ينكسر ، فيشعر حينها بالفخر والاعتزاز والتقدير ، وقد حرص الإنسان الألماني على بناء وطنه والسمو به والإخلاص له، فقد جادت ألمانيا علينا منذ ثلاثة قرون بنخبة من العلماء في مختلف المجالات ، فمؤسسو علم المجالات الكهرومغناطيسية والكهرباء والفيزياء الحديثة هم من الألمان ، ومكتشفو معظم الكواكب والمجرات أيضا من الألمان ، وصاحب النظرية الشهيرة ( النظرية النسبية ) في الضوء والنسبية غني عن التعريف وهو العالم الكبير أستاذ الفيزيائيين في العالم ( ألبرت أينشتاين ) ، ولا تخفى نظريات جاوس وأوم في الكهرباء الحديثة ، وإسهامات كيبلر في الفلك لا ينكرها مخلوق ، وما دور ( هيلمهولتز ، وكيبلر ، وأوم ، موسباور ، وروسكا ، ورونتغن ، وأوتوفون ، ورايتر ، وفرانك ، وفهرنهايت ، وجاوس ، ولايبنتز ، وكيرشوف ، وهرتز ، وبوكل ، وفيبر ، وأوستفالد ، وبراون ، وشتارك ، ولينز ، وكرومر ، وباول ، وماكس بلانك ، وشتومر ) بقليل في تطور علم الفيزياء والكيمياء والأحياء ، حتى علم النفس والاجتماع حظي باهتمام كبير من العلماء هناك ، أما عن الفن والموسيقى فحدث ولا حرج ، فبيتهوفن أكبر موسيقي في العصور الحديثة لا ينافسه أي موسيقي في الأرض ، رغم إصابته بالصمم ، ولقد سجلت ألمانيا وحدها خلال الثلاثين سنة الأخيرة نصف مليون من براءات الاختراع ، متفوقة بذلك على جميع الدول الأوروبية مجتمعة ، وهذا يدل على حرص الحكومة والشعب على الإنتاج والاكتشاف والتطوير ، حتى إن شركات كثر في جميع المجلات الصناعية ألمانية ، فأكبر مصدر للسيارات في العالم بعد اليابان هي ألمانيا ، وكذلك فيما يخص جميع الآلات والأدوات التي نستعملها يوميا ، أو نتعرض لها ونحن لا نشعر.
إن هذه الامتيازات مجتمعة لدى ألمانيا جعلها الدولة المفضلة لدي ، وجعلني أخطط في المستقبل للهجرة إليها ، لأتعلم الإخلاص والجد ، وأتخلص من معوقات التقدم التي تواجهنا كعرب ، فكثير هم الذين سبقوني إلى هناك ، واستقرت أوضاعهم فيها ، وكونوا ثروات وأسهموا في الازدهار ، فهنيئا لهذا البلد العظيم ، وهنيئا لكل من يسير على خطاه.
إن الحديث عن ألمانيا يتطلب عدة مقالات تفصيلية لكل مجال برعت فيه ، أو كل خاصية من خصائصها ، فهذا ما ستبنى عليه المقالات في المستقبل ، لنفسر معا ونحلل كيف استطاعت تلك الدولة الجبارة النهوض من جديد ، والعودة للحياة بعد الموت.
هناك 5 تعليقات:
طبعاً اليابان أولاً ....
بس إذا بدك بجبلك دولة مسلمة أحسن من ألمانيا....
(((ماليزيا)))
وقصتها نفس قصة ألمانيا
بس بفضلها لأنها دولة مسلمة....
وطبعاً على عيني وعلى راسي يا ألماني...
بس إتذكر لأنكم ما فزتوا كأس العالم قبل 4 سنين!! :)
يا سيدي هالسنة راح نفوز وناخد الكأس ان شالله ، وانا لا اقلل من قيمة أي دولة أخرى ، بس اخترت ألمانيا لاني بحبها ، وماليزيا واليابان على راسي ، بس ألمانيا تجربتها عريقة مع التطور ، وتاريخها غير شكل ، بس اذا ماليزيا احسن من المانيا انا بخالفك الرأي ، عموما شكرا على مداخلتك
الله الله يا صلاح..
أخيرا لئيت حدا بحب ألمانيا متلي ،،اذا مو اكتر :)
عنجد خوش دولة ،، لما بدك تهاجر خبرني مشان روح (هج معك) ..
في شغلة بتعجبني بألمانيا :
انو ممنوع اسخدام اللغة الانجليزية عندن ،، لان بيعرفوا انو اذا دخلت اللغة ،، بدو يدخل كتير اشيا معها ..
اما نحنا عم نودع اللغة العربية ،،يلي هي كانت اللغة المهيمنة للحضارات ،،
سيدي ،، عقبال مانتعلم اللغة الألمانية ..طبعا بعد مانتعلم لغتنا بالشكل الصحيح.
تشكرااات
SS
اخي المعروف طبعا ، انا بحب المانيا اكتر من اي شخص بهالدنيا ، ولما هاجر أكيد راح آخدك معي ، قصدي نهاجر سوا خخخخخ ، بس موضوع اللغة راح نتظرق له إما بالعدد الثاني او العدد الثالث من سلسلة لماذا ألمانيا !!! وعلى العموم مشكور على ردك الراقي ويعطيك العافية
5odnii m3aaak salloo7 3la germany 3shan ed7aak 3leeek shwai w enta bte7kee germany loool
إرسال تعليق